البيّنـة في حديث (حبُّ علي بن أبي طالب حسنة لا يضرُّ معها سيِّئة)

بسم الله الرحمن الرحيم


نبيل الكرخي

 

المقدمة

هذا الحديث المذكور في العديد من كتب الشيعة الإمامية وبعض كتب المخالفين من أهل السنّة، يثير إشكالات عديدة، لكونه وفقاً لظاهر لفظه يُفهِم المتلقي الاتكاء على حب أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ونبذ العمل الصالح، وهو بخلاف ما تدل عليه آيات عديدة في القرآن الكريم من أنَّ المناط للنجاة هو بالإيمان والعمل الصالح معاً، كما في قوله تعالى:

في سورة النساء: ((لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلاَ أَمَانِيِّ أَهْلِ الكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِياًّ وَلاَ نَصِيراً (123) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً)).

وفيها أيضاً: ((فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِياًّ وَلاَ نَصِيراً (173))).

وفي سورة الزلزلة: ((فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَراًّ يَرَهُ)).

وفي سورة البيّنة: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ البَرِيَّةِ (7))).

وآيات اخرى عديدة.

ولذلك نقرأ جواب الشيخ الميرزا جواد التبريزي على السؤال التالي: [س 1224: حب أهل البيت (ع) وبغض أعدائهم بحد ذاته، إذا لم ينجر إلى عمل، ولم يدفع إلى عبادة، هل يفيد الانسان؟]: فأجاب: (حبهم ينفع، ولكن لم يعهد في القرآن، ولا الروايات الوعد بالعفو عن سيئاتهم، وبعض الروايات الواردة مثل حب علي (ع) حسنة لا يضر معها سيئة قد تتبعنا سابقا فلم نجد ما يثبت العفو، نظير العفو الذي وعد الله في حق من اجتنب عن الكبائر، وأنه سبحانه يعفو عن صغائره، ولكن يرجى أن حب الأئمة أوجب نيل شفاعتهم، والخلاص من عذاب النار، وهذا ليس وعدا حتميا حتى يوجب الاتكاء عليه في ارتكاب المحرمات، وترك الواجبات، والوعد الحتمي ينافي تشريع الأحكام من التكاليف الشرعية، ولو كان في البين روايات معتبرة لقولهم (ع) في الأخبار الصحيحة، كل ما خالف كتاب ربنا لم نقله، جاء به بر أو فاجر، والله العالم)[1].

فهذا الحديث مدار البحث يتكوّن من قسمين، الأول: (حب علي بن أبي طالب حسنة لا يضر معه سيئة)، والثاني: (وبغضه سيئة لا ينفع معه حسنة)!

فأمّا ما يخص القسم الثاني فبلا شك أنَّ بغض أمير المؤمنين الأسد الغالب علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) باب مدينة العلم النبوي، هو من المهلكات ولا تنفع معه أي عبادة ولا تقوى ولا حسنة مهما كان نوعها ومصدرها ولو احيا المبغض الناس جميعاً، والله اعلم، لأن حبه من ضرورات الدين ومن المأمور به في القرآن الكريم فيكون البغض خلاف ضرورات الدين وخلاف ما أمر به القرآن الكريم. قال تعالى في الآية (23) من سورة الشورى: ((قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)). وهل من الراجح عقلاً ان يبغض مسلماً من قال الله تبارك وتعالى عنهم في الآية (33) من سورة الأحزاب: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)). فيبغضون المطهرين ويحبون مَنْ هم اقل مرتبة من مرتبتهم في الطهر وإذهاب الرجس!! فيتبين بذلك انَّ النواصب لا عقل لهم ولا دين!

وأمّا ما يخص القسم الأول، فنعم حب أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) هو حسنة من أعظم الحسنات التي تجعل مكتسبها في مصاف الآمنين من النفاق والكفر. فلا يكون المسلم مسلماً حقيقياً بدون حب علي بن أبي طالب (عليه السلام) وآل البيت جميعاً (عليهم السلام). ولكن أن يقال أنَّ حبه (عليه السلام) هو بديل عن بقية الطاعات المأمور بها في الشريعة الإسلامية من قبل الثقلين العظيمين الكتاب والعترة الطاهرة (عليهم السلام)، فهذا تفسير غير مقبول، ولا يقول به أحد من علماء الشيعة الإمامية. نعم هناك روايات بأنَّ المسلم لا يخلد في النار، وانّه حتى وإن يدخل بعض المسلمين النار فتسملهم بعد ذلك مغفرة الله تبارك وتعالى فيخرجهم من النار، فيكون اسلامهم سبباص لحصولهم على المغفرة، ولا يكون المسلم كذلك الا بحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)! فمن هذه الجهة يكون حبه حسنة لا تضر معها السيئة المتسببة في استحقاق خلودهم في النار! وربما يؤيد تفسيرنا الحديث الذي يقول والذي سنتطرق إليه أيضاً: (حب علي بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب)، فحسنات حبّه (عليه السلام) أهّلتهم لحمل عنوان المسلم والذي سيكون مشمولاً بمغفرة الله سبحانه وتعالى وإخراجهم من النار، فتكون حسنات حبة لا تضر معها سيئات معاصيهم المتسببة في دخولهم النار، وتكون سبباً في الفرج عن المسلمين العصاة المعاقبين في جهنم لشمولهم بسببها بعنوان المسلم.

وقد وجدنا انَّ المحقق الخوانساري (متوفى 1099هـ) ذهب الى ما يقارب ما أشرنا إليه آنفاً، قال: (والمرجئة فرقه من فرق الاسلام يعتقدون أنه لا يضر مع الايمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة وتسميتهم بالمرجئة لأنهم يعطون لرجا فهي لا تهمز أو لاعتقادهم إن الله تعالى إرجاء تعذيبهم على المعاصي أي أخره عنهم فتهمز ولا تهمز يقال أرجأت الامر و أرجيته إذا أخذته ومن شبهاتهم التي تمسكوا بها في ترويج زعمهم الفاسد أنه إذا كان الكفر لا ينفع معه شئ من الطاعات كان مقتضى العدل أن لا يضر مع الايمان شئ من المعاصي وإلا لكان الكفر أعظم مرتبة من الايمان والجواب إن قبح معصية الله تعالى وضررها أمر ثابت في الكفر والايمان وفي ‹ صفحة 391 › جميع الأحوال بل المعصية مع الايمان ومعرفة الله تعالى أقبح وأفحش منها مع الكفر والجحود ولا توجد حالة لا يقبح معها المعصية إلا حالة تخرج معها المعصية عن كونها معصية كحالة الغفلة والاكراه ونظايرهما مما ورد في الشريعة والكفر حالة خبيثة توجد عدم الانتفاع معها من الحسنات باستحقاق الأجر والثواب الأخروي وإن استحق بها نوع تخفيف في العذاب الموعود أو منفعة وتمتع في عالم الشهود بل تنفك مع الكفر الحسنة عن حسنها الموجب للاجر والثواب الأخروي والايمان بخلافه يحسن الطاعات ويوجب الانتفاع بها والاجر عليها في الآخرة ولا يلزم من ذلك خلاف عدل أو زيادة مرتبة للكفر لا يقال أن الكفر لكونه ظلما عظيما يوجب الحرمان من الثواب والخلود في النيران والعذاب فلا بد من أن يكون ضده وهو الايمان خيرا محضا موجبا للبعد عن العقاب ولدوام الجنة والثواب لأنا نقول أصل الايمان خير محض موجب للتخلص من النيران ولخلود الجنان وأما أنه يجب أن يكون سببا لرفع قبح المعصية الطارية أو لسقوط جزائها فمما لا دليل عليه ولا يلزم مما ذكره إذ لا يلزم من كون الكفر موجبا لحط مرتبة الحسنة ونقص حسنها أن يكون الايمان الذي هو ضد له سببا لحط مرتبه المعصية وتقليل قبحها وليس ذلك من مقتضيات التضاد أصلا بل الاتيان بالمعصية مع الايمان أقبح وأفحش كما يحكم به العقل السليم ويظهر من الشرع القويم فأن قلت ما تقول فيما ورد في الخبر من أن حب علي حسنة لا يضر معها سيئة قلت يمكن تنزيل الضرر المنفى على الضرر الحقيقي الكامل الذي هو الخلود في النار أعاذنا الله تعالى منها بفضله الكامل ولطفه الشامل فإن حب على (عليه السلام) كمال الايمان وتام الدين كما قال عز من قايل اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ومع كمال الايمان وتمامه بشرط الموافاة عليه لا يكون الخلود في النار فإن عذاب صاحب الكبيرة منقطع وكذلك بعضه وعدوانه (عليه السلام) كفر موجب للخلود في العذاب و دوام العقاب فلا تنفع معه حسنة نفع النجاة والتخلص من النار. ويحتمل أيضا أن يكون خلوص حبه سببا لان يغفر الله بفضله بعض الذنوب ولأن يعصم ويحفظ عن الاتيان بالبعض وأيضا يمكن أن يكون حبه باعثا على شفاعته التي لا ترد)[2].

وقد ورد في الكافي معنى يستفاد منه المعنى الوارد في هذا الحديث، حيث جاء في (باب: ان الايمان لا يضر معه سيئة والكفر لا ينفع معه حسنة)[3]الروايات التالية:

1 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبي عبد الله [الصادق] (عليه السلام): (هل لاحد على ما عمل ثواب على الله موجب إلا المؤمنين؟ قال: لا).

2 - عنه عن يونس، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله [الصادق] (عليه السلام) قال: (قال موسى للخضر (عليهما السلام) قد تحرمت بصحبتك فأوصني، قال [ له ]: ألزم ما لا يضرك معه شئ كما لا ينفعك مع غيره شئ).

3 - عنه، عن يونس، عن ابن بكير، عن أبي أمية يوسف بن ثابت قال: سمعت أبا عبد الله [الصادق] (عليه السلام) يقول: (لا يضر مع الايمان عمل ولا ينفع مع الكفر عمل، ألا ترى أنه قال: "وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله،، وماتوا وهم كافرون").

4 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ثعلبة، عن أبي أمية يوسف بن ثابت بن أبي سعدة، عن أبي عبد الله [الصادق] (عليه السلام) [ قال: ] قال: (الايمان لا يضر معه عمل وكذلك الكفر لا ينفع معه عمل).

5 - أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عمن ذكره، عن عبيد بن زرارة عن محمد بن مارد قال: قلت لأبي عبد الله [الصادق] (عليه السلام): (حديث روي لنا أنك قلت: إذا عرفت فاعمل ما شئت؟ فقال: قد قلت ذلك، قال: قلت وإن زنوا أو سرقوا أو شربوا الخمر فقال لي: إنا لله وإنا إليه راجعون، والله ما أنصفونا أن نكون أخذنا بالعمل ووضع عنهم، إنما قلت: إذا عرفت فاعمل ما شئت من قليل الخير وكثيره فإنه يقبل منك).

6 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن الريان بن الصلت، رفعه، عن أبي عبد الله [الصادق] (عليه السلام) قال: (كان أمير المؤمنين (عليه السلام) كثيرا ما يقول في خطبته: يا أيها الناس دينكم دينكم فإن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره والسيئة فيه تغفر و الحسنة في غيره لا تقبل).

ونقتطف من الكتاب المسمى (تفسير العسكري) وهو منسوب للامام الحسن العسكري (عليه السلام) ولم تثبت هذه النسبة، النص التالي الذي وجدناه صالحاً ومطابقاً لتعاليم الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة (عليهم السلام)، يقول: (تفسير الإمام العسكري: في قوله تعالى: " وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن ولاية علي حسنة لا تضر معها شئ من السيئات وإن جلت إلا ما يصيب أهلها من التطهير منها بمحن الدنيا وببعض العذاب في الآخرة إلى أن ينجوا منها بشفاعة مواليهم الطيبين الطاهرين، وإن ولاية أضداد علي ومخالفة علي عليه السلام سيئة لا تنفع معها شئ إلا ما ينفعهم بطاعاتهم في الدنيا بالنعم والصحة والسعة فيردوا الآخرة ولا يكون لهم إلا دائم العذاب، ثم قال: إن من جحد ولاية علي عليه السلام لا يرى بعينه الجنة أبدا إلا ما يراه مما يعرف به أنه لو كان يواليه لكان ذلك محله ومأواه فيزداد حسرات وندمات، وإن من تولى عليا وتبرأ من أعدائه وسلم لأوليائه لا يرى النار بعينه إلا ما يراه فيقال له: لو كنت على غير هذا لكان ذلك مأواك، وإلا ما يباشره فيها إن كان مسرفا على نفسه بما دون الكفر إلى أن ينظف بجهنم كما ينظف القذر بدنه بالحمام، ثم ينقل عنها بشفاعة مواليه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اتقوا الله معاشر الشيعة فإن الجنة لن تفوتكم وإن أبطأت بها عنكم قبائح أعمالكم فتنافسوا في درجاتها، قيل فهل يدخل جهنم أحد من محبيك ومحبي علي عليه السلام؟ قال: من قذر نفسه بمخالفة محمد وعلي، وواقع المحرمات، وظلم المؤمنين والمؤمنات، وخالف ما رسم له من الشريعات جاء يوم القيامة قذرا طفسا، يقول محمد وعلي عليهما السلام: يا فلان أنت قذر طفس لا تصلح لمرافقة الأخيار، ولا لمعانقة الحور الحسان، ولا الملائكة المقربين، لا تصل إلى هناك إلا بأن يطهر عنك ما ههنا، - يعني ما عليك من الذنوب - فيدخل إلى الطبق الاعلى من جهنم فيعذب ببعض ذنوبه، ومنهم من يصيبه الشدائد في المحشر ببعض ذنوبه ثم يلتقطه (يلقطه خ ل) من هنا من يبعثهم إليه مواليه من خيار شيعتهم كما يلقط الطير الحب، ومنهم من يكون ذنوبه أقل وأخف فيطهر منها بالشدائد والنوائب من السلاطين وغيرهم، ومن الآفات في الأبدان في الدنيا ليدلي في قبره وهو طاهر، ومنهم من يقرب موته وقد بقيت عليه سيئة فيشتد نزعه فيكفر به عنه، فإن بقي شئ وقويت عليه ويكون عليه بطر أو اضطراب في يوم موته فيقل من بحضرته فيلحقه به الذل فيكفر عنه، فإن بقي عليه شئ اتي به ولما يلحد فيتفرقون عنه فتطهر، فإن كانت ذنوبه أعظم وأكثر طهر منها بشدائد عرصات يوم القيامة، فإن كانت أكثر وأعظم طهر منها في الطبق الاعلى من جهنم، وهؤلاء أشد محبينا عذابا، وأعظمهم ذنوبا، إن هؤلاء لا يسمون بشيعتنا ولكن يسمون بمحبينا والموالين لأوليائنا والمعادين لأعدائنا، إنما شيعتنا من شيعنا واتبع آثارنا واقتدى بأعمالنا، توضيح: الطفس محركة: قذر الانسان إذا لم يتعهد نفسه، وهو طفس ككتف قذر نجس، والبطر بالتحريك: الدهش والحيرة)[4].

وكذلك قال الشيخ محمد باقر الكجوري في كتابه (الخصائص الفاطمية) ما نصّه: (وروي «حب علي حسنة لا تضر معها سيئة» ولكن لابد من معرفة معنى الحديث، فلا يظن أن مجرد ادعاء حب علي يجيز ارتكاب المخالفات وترك العبادات والتجاسر على المحرمات فالمحب لا يرتكب ما يخالف رضا المحبوب، فلا تظن أن من قال: إني أحب عليا وأواليه فليرتكب من المعاصي ما يهوى ثم لا يخاف في الآخرة والعقبى، كلا، ليس الأمر كذلك بتاتا، فالمحب يطيع المحبوب، ويبحث عما يرضيه ليفعله. بديهي أن حب علي حصن حصين، لكن بشرط الإطاعة، كما روى ابن بابويه بأسانيد كثيرة عن الإمام الرضا (عليه السلام)، عن آبائه الكرام، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، عن جبرئيل عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن اللوح، عن القلم، قال: يقول الله عز وجل: ولاية علي بن أبي طالب حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي)[5].

 

مصادر هذا الحديث:

يتميّز هذا الحديث بكونه مروي فقط من طرق اهل السنّة ولم يرد مطلقاً من طرق الشيعة الإمامية عن الأئمة المعصومين الاطهار (عليهم السلام) وهذا يثير التساؤلات عن سبب عدم ذكر آل البيت المعصومين الأطهار (عليهم السلام) لهذا الحديث لو كان فعلاً يمثل منقبة حقيقية أو مطلباً حقاً!

وفي المقابل فقد حذرنا ائمتنا المعصومين الأطهار (صلوات الله عليهم) من الاحاديث التي يرويها رواة المخالفين والمتضمنة بعض المناقب المنسوبة لهم أو بعض ما فيه تقليل من مكانتهم الطبيعية بأنهم الأوصياء المطهرون المعصومون (صلوات الله عليهم) والذين لا يقاس بهم أحد من البشر. أو أحاديث فيها تصريح بخبث ومثالب أعدائهم وخصومهم، وهي مكذوبة على آل البيت الأطهار (عليهم السلام)!

فقد جاء في (عيون اخبار الرضا عليه السلام) رواية نأخذ موضع الحاجة منها حيث يقول الإمام الرضا (صلوات الله عليه): (إن مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام:

أحدها الغلوّ،

وثانيها التقصير في أمرنا،

وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا،

فإذا سمع الناس الغلوّ فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا،

وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا،

وإذا سمعوا مثالب أعداءنا بأسمائهم ثلبونا بأسماءنا، وقد قال الله عز وجل: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدواً بِغَيرِ عِلمٍ}.

يا ابن أبي محمود، إذا أخذ الناس يميناً وشمالاً فالزم طريقتنا، فإنه من لزمنا لزمناه، ومن فارقنا فارقناه، إن أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة هذه نواة، ثم يدين بذلك ويبرء ممن خالفه، يا بن أبي محمود احفظ ما حدثتك به فقد جمعت لك خير الدنيا والآخرة)[6].

فاتعظوا يا اولي الألباب.

ومن الغريب ان البعض قالوا بأن هذا الحديث متواتر بين الشيعة وبين المخالفين! قال الشيخ النمازي الشاهرودي: (الروايات في أن حبه حسنة لا تضر معها سيئة - الخ، متواترة بين الخاصة والعامة بعضها من طريقهم. وسائر طرق العامة في الإحقاق)[7]. وبعد تتبعنا لمصادر الحديث وجدناها تنتهي جميعها الى طرق المخالفين وليس هناك مصدر شيعي يذكرها مسندة سوى كتابين (الأربعين للشيخ منتجب الدين الرازي) و(بشارة المصطفى لابن جرير بن رستم الطبري) وأيضاً هما ذكرا سندين جميع رواتهما من المخالفين حتى شيخهما الذي رويا عنهما! ومن تلك المصادر انتقل الحديث الى كتب الشيعة وشاع ذكره بينهم وكانه من الحقائق او من المسلمات!

وفيما يلي استعراض للمصادر الرئيسية التي ذكرت هذا الحديث بحسب تسلسها الزمني:

الأول. بشارة المصطفى لأبن جرير بن رستم الطبري (توفي حوالي نهاية القرن 3هـ). {مسند عن عبد الله بن مسعود}

علته:

1.     العلاء بن عبد الرحمن: اعترف قبل موته بوضع (70) حديثاً في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام).

2.     أحمد بن اسحاق القاضي: مجهول.

3.     يعقوب بن طاهر (ابو عبد الرحمن): مجهول.

4.     عبد الرحمن بن يعقوب: مجهول.

 

الثاني. فردوس الأخبار للشيخ شيرويه الديلمي (متوفى 509هـ). {غير مسند عن معاذ بن جبل}

 

الثالث. الأربعون حديثاً لمنتجب الدين ابن بابويه الرازي (القرن 6هـ). {مسند عن معاذ بن جبل}

علته:

1.     أبو سعد أحمد بن محمد بن حفص الماليني الحافظ: صوفي منكر الحديث.

2.     أحمد بن علي بن أحمد الرفاء: مجهول.

3.     المسيب بن واضح: صدوق يخطيء كثيراً، له مناكير، ضعيف.

4.     بقية بن الوليد: ضعيف، له مناكير، مدلّس.

5.     ثور بن يزيد: ثقة، ناصبي يؤمن بالقدر!

6.     خالد بن معدان: كان صاحب شرطة يزيد (لعنه الله)! ثقة مدلّس!!

 

الرابع. المناقب للخوارزمي – القرن 6هـ. {مسند عن أنس بن مالك}

علته:

1.     عمرو بن حمزة القيسي: لا يتابع، مجهول، ضعيف.

2.     خلف بن مهران أبو الربيع: ثقة مدلس لا يتابع في حديثه، يوجد ضعف في ضبطه.

 

الخامس. كتابي الفضائل والروضة للشيخ شاذان بن جبرئيل القمي (متوفى 660هـ). {غير مسند عن عبد الله بن عباس}

السادس. مصادر ذكرها صاحب (شرح إحقاق الحق).

 

ونضيف لها تفاصيل عن حديث له علاقة بالموضوع (حب علي بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب)، وهو مروي في:

·        تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (متوفى 463هـ). {مسند عن عبد الله بن عباس}

·        تاريخ دمشق لابن عساكر (متوفى 571هـ). {يروي عن الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد}

علته:

1.     عطاء بن ابي رياح: مخلط.

2.     ايوب بن محمد: ضعيف.

3.     محمد بن مسلمة الواسطي: له مناكير، ضعيف.

4.     أحمد بن شبوية بن معين الموصلي: مجهول.

 

وفيما يلي تفاصيل ما جاء في المصادر وفقاً للترتيب التاريخي لظهورها بحسب ما توصلنا اليه:

 

أولاً. بشارة المصطفى لأبن جرير بن رستم الطبري (توفي حوالي نهاية القرن 3هـ).

نقرأ في (بشارة المصطفى) النص التالي: (أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في ذي القعدة سنة اثني عشر وخمسمائة، قال: حدثنا الشيخ أبو صالح عبد الرحمان بن يعقوب الحنفي الصندلي قدم علينا حاجا من نيشابور، قال: حدثني والدي أبو يوسف يعقوب بن طاهر، قال: حدثني أحمد بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور الدقيقي، قال: حدثنا عبيد بن هاشم، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال: حدثنا العلاء بن عبد الرحمان، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "يا علي لو أن عبدا عبد الله مثل ما قام نوح في قومه وكان له مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله ومد في عمره حتى حج ألف حجة ثم قتل بين الصفا والمروة ثم لم يوالك يا علي، لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها، أما علمت يا علي ان حبك حسنة لا يضر معها سيئة وبغضك سيئة لا ينفع معها طاعة، يا علي لو نثرت الدر على المنافق ما أحبك ولو ضربت خيشوم المؤمن ما أبغضك، لأن حبك إيمان وبغضك نفاق، لا يحبك إلا مؤمن تقي، ولا يبغضك إلا منافق شقي")[8]. وقد ذكره أيضاً العلامة المجلسي في بحار الانوار[9].

وفيما يلي نسلط الضوء على بعض الرواة المجروحين في سنده:

·        العلاء بن عبد الرحمن:

هذا الراوي ينقل عنه علماء المخالفين انه من الثقات وأيضاً ينقلون عنه أنَّه اعترف عند موته بأنه وضع سبعين حديثاً في فضل الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)! فكيف يكون ثقة وهو يعترف بالكذب ووضع الحديث؟!! ومن المثير للغرابة ان نعرف أنّ كبار علماء المخالفين قد رووا عنه في صحاحهم وكتب الحديث المعتبرة عندهم وأبرزها: مسلم في صحيحه، والبخاري في كتابيه الأدب المفرد وخلق أفعال العباد، ومالك في كتابيه الموطأ والمدونة الكبرى، وأحمد بن حنبل في مسنده، والشافعي في كتابيه المسند والأم، وسنن الدارمي، والمحلى لأبن حزم، وسنن ابن ماجة، وسنن ابي داود، وسنن الترمذي، والسنن الكبرى للبيهقي، والسنن الكبرى للنسائي، وصحيح ابن خزيمة، وصحيح ابن حبان، ومسند ابي يعلى، وغيرها!

قال ابن الجوزي في الموضوعات: (.... أبا داود السجستاني يقول سمعت يحيى بن معين يقول وسئل عن العلاء بن عبد الرحمن فقال أحسن أحواله عندي أنه قيل له عند موته أن لا تستغفر الله؟ قال لا أرجو أن يغفر الله لي، فقد وضعت في فضل علي بن أبي طالب سبعين حديثا، وها نحن نذكر من مستوحش الموضوعات)[10].

وقال سبط ابن العجمي (متوفى 841هـ) في (الكشف الحثيث): (العلاء بن عبد الرحمن م صدوق مشهور روى له م 4 وقد ذكر الذهبي في ميزانه وذكر فيه كلاما وقد رأيت في موضوعات بن الجوزي في أول فضائل علي ذكر بسنده إلى بن معين أنه سئل عن العلاء بن عبد الرحمن فقال أحسن أحواله عندي أنه قيل له عند موته ألا تستغفر الله فقال أرجو أن يغفر الله لي وقد وضعت في فضل علي سبعين حديثا انتهى هذا ما رأيت فيها)[11]. انظر كيف يصفه بانه صدوق مع ما ذكره من كذب ووضع بعد ذلك!!

وروى الرازي: عن يحيى بن معين أنه قال: (العلاء بن عبد الرحمن ليس حديثه بحجة وهو وسهيل قريب من السواء).

وأيضاً قال يحيى بن معين عنه: (العلاء بن عبد الرحمن ليس بذاك لم يزل الناس يتقون حديثه).

وسُئل أبو زرعة عن العلاء بن عبد الرحمن فقال: (ليس هو بأقوى ما يكون).

وروى الرازي أيضاً عن عبد الرحمن قال: (قيل لابي ما قولك في العلاء بن عبد الرحمن؟ قال روى عنه الثقات وانا أنكر من حديثه أشياء)[12].

وقال ابن حبان: (العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة وحرقة من جهينة مات سنة ثنتين وثلاثين ومائة وكان متقنا ربما وهم)[13].

وقال عنه ابن عدي: (ليس بالقوي)!

وروى ابن عدي بسنده عن عباس عن يحيى سئل عن العلاء بن عبد الرحمن وسهيل فلم يقو أمرهما.

وروى بسنده عن يحيى قال: (العلاء بن عبد الرحمن ليس بالقوي).

وايضاً بسنده عن عثمان بن سعيد قال: (سألت يحيى بن معين عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه كيف حديثهما فقال ليس به بأس قلت هو أحب إليك أم سعيد المقبري قال سعيد المقبري أوثق والعلاء ضعيف)[14].

وقال ابن حجر عنه: (صدوق ربما)[15]!

وفي تهذيب التهذيب: قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: (ثقة لم أسمع أحدا ذكره بسوء).

وقال الدوري عن ابن معين ليس حديثه بحجة وهو وسهيل قريب من السواء.

وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين ليس بذاك لم يزل الناس يتوقون حديثه.

وقال أبو زرعة ليس هو بالقوي ما يكون.

وقال أبو حاتم صالح روى عنه الثقات ولكنه أنكر من حديثه أشياء وهو عندي أشبه من العلاء بن المسيب،

وقال عثمان الدارمي سألت ابن معين عن العلاء وابنه كيف حديثهما قال ليس به بأس قلت هو أحب إليك أو سعيد المقبري قال سعيد أوثق والعلاء ضعيف يعني بالنسبة إليه يعني كأنه لما قال أوثق خشي أنه يظن أنه يشاركه في هذه الصفة وقال إنه ضعيف.

وقال الخليلي مدني مختلف فيه لأنه ينفرد بأحاديث لا يتابع عليها لحديثه إذا كان النصف من شعبان فلا تصوموا[16].

·         أحمد بن اسحاق القاضي:

مجهول. قال النمازي الشهارودي: (احمد بن إسحاق القاضي: لم يذكروه)[17].

 

·         يعقوب بن طاهر (ابو عبد الرحمن):

مجهول. قال الشيخ النمازي الشاهرودي: (يعقوب بن طاهر أبو يوسف: لم يذكروه. روى عنه ابنه عبد الرحمن)[18].

 

·         عبد الرحمن بن يعقوب:

مجهول. قال الشيخ النمازي الشاهرودي: (عبد الرحمن بن يعقوب بن طاهر الحنفي الصندلي أبو صالح شيخ الحديث: لم يذكروه)[19].

 

·         محمد بن أحمد بن شهريار:

مجهول عند المخالفين! وقال الشيخ منتجب الدين بن بابويه في فهرسته: (الشيخ محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بمشهد الغري على ساكنه السلام. فقيه صالح)[20]. وهو الوارد اسمه في سند رواة الصحيفة السجادية الكاملة[21].

والظاهر انه الشيعي الوحيد من الرواة في جميع اسانيد هذا الحديث، ولهذه الاشارة ذكرناه!

 

وجاء في (بشارة المصطفى) الحديث بسند آخر ونصّه: (وذكر بعضهم: قال: حدثنا أبو القاسم عيسى بن الأزهر، حدثنا مسنة بن عبد ربه، حدثنا أبي، عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، حدثنا أبي موسى وحدثنا سلمان القمي عن مسروق مولى عائشة قال: "دخل على عائشة نسوة من أهل العراق ونسوة من أهل الشام فسألوا عائشة عن علي (عليه السلام) فقالت أين مثل علي بن أبي طالب كان والله للقرآن تاليا وبالنهار صائما وبالليل قائما وللسر غالبا وعن المنكر ناهيا وللدين ناصرا، وعلي والله أقعدكن في البيوت آمنات وسماكن مؤمنات، وتنفست صعداء ثم قالت: آه سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي: يا أبا الحسن حبك حسنة لا يضر معها سيئة وبغضك سيئة لا ينفع معها حسنة وان محبك يدخل الجنة مدلا")[22]!

وكما ترى بالحديث مرسل حيث لم يذكر شيخه الذي روى عنه! كما انَّ السند فيه قطع ومرتبك حيث جاء فيه: (عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، حدثنا أبي موسى وحدثنا سلمان القمي عن مسروق مولى عائشة)!! فهل يعقل انَّ الامام موسى الكاظم (عليه السلام) المولود سنة 128هـ يحدث عن مسروق بن الأجدع المتوفى سنة 63هـ! وسلمان القمي المذكور مجهول الحال بل ليس له ذكر في كتب الرجال من الفريقين! ولم ينقل هذه الرواية عن (بشارة المصطفى) أي مصدر آخر، بخلاف الرواية الأولى التي نقلها صاحب بحار الأنوار.

 

ثانياً. كتاب (فردوس الأخبار) للشيخ شيرويه الديلمي (متوفى 509هـ).

نقرأ في فردوس الأخبار لشيرويه الديلمي الحديث برقم [2547] ونصه: (معاذ بن جبل: حبُّ علي بن أبي طالب حسنة لا يضرُّ معها سيِّئة وبغضه سيئة لا ينفع معها حسنة)[23].

ذكره بدون اسناد!

 

ثالثاً. الأربعون حديثاً لمنتجب الدين ابن بابويه الرازي (القرن 6 الهجري).

وأيضاً رواه الشيخ منتجب الدين بن بابويه الرازي[24]، وهو من علماء الشيعة، بسند جميع رجاله من رواة أهل السنة! قال: (الحديث التاسع عشر: أنا أبو زرعة عبد الكريم بن إسحاق بن سهلويه، بقراءتي عليه: أنا أبو القاسم عبد الرحمان بن الحسن بن عليك أنا أبو سعد أحمد بن محمد بن حفص الماليني الحافظ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن علي بن أحمد الرفاء نا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود، نا المسيب بن واضح، نا نقبة بن الوليد، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: حب علي بن أبي طالب حسنة لا[25] تضر معها سيئة وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة[26])[27].

ونبحث الآن وثاقة واعتبار بعض رجال السند:

·        أبو سعد أحمد بن محمد بن حفص الماليني الحافظ:

المتوفى سنة ٤٠٩هـ[28] ورجح الذهبي في سير اعلام النبلاء وفاته سنة 412هـ، وقال في سير اعلام النبلاء عنه: (وقد الّف أربعين حديثاً كل حديث من طريق صوفي معتبر، وجاء في ذلك مناكير لا تنكر للقوم فإن أغلبهم لا اعتناء لهم بالرواية). وذكر الذهبي لقبه في بداية ترجمته: (الماليني الصوفي)[29]. مما يرجّح كونها من روايات الصوفية!

 

·        أحمد بن علي بن أحمد الرفاء:

جاء في هامش طبعة كتاب الأربعين: (أبو الحسن أحمد بن على بن محمد بن أحمد الرفاء أ، ب. ولم نجده بهذا الشكل: ولعله هو الذي ترجم له النجاشي المتوفى سنة ٤٥٠ في رجاله: ٦٨ باسم: أحمد بن عبد الرفا)[30].

أقول: واستبعد ان يكون نفس الذي ذكره النجاشي لأنه قال عنه: (أحمد بن عبد بن أحمد الرفا أخونا، مات قريب السن، رحمه الله، له كتاب الجمعة)[31]. وكلمة أخونا اما تعني الاخوة النسبية او الاخوة في الايمان، فإن كانت في الايمان فلا مرجح لتخصيصه دون سائر من ذكرهم فيبقى الراجح قصده الاخوة النسبية، ولذلك قال بحر العلوم الطباطبائي في فوائده الرجالية: (لعله ابن عمه واخوه لأمه اه بان يكون أبوه عبد أخا علي والد النجاشي فهو ابن عمه وأن يكون والد النجاشي تزوج أم عبد بعد وفاة أخيه فولدت له النجاشي فهو اخوه لأمه والله أعلم)[32].

فإذا علمنا ان فترة حياة النجاشي هي (٣٧٢ـ٤٥٠)هـ، وفي هذا السند نجد انَّ (أبا عروبة الحسين بن محمد بن مودود) الذي روى عنه (أبو الحسن أحمد بن علي بن أحمد الرفاء) قد توفي سنة 318هـ[33]، فيكون الرفا المذكور في السند غير الرفا اخو النجاشي حيث لا يمكن أن يكون معاصراً لفترة حياة النجاشي واخيه الرفا.

فيكون (أبو الحسن أحمد بن علي بن أحمد الرفاء) مجهول الحال.

 

·         المسيب بن واضح:

قال الرازي في الجرح والتعديل: (... نا عبد الرحمن قال سئل أبى عنه فقال صدوق كان يخطئ كثيرا فإذا قيل له لم يقبل)[34].

وقال ابن حبان في الثقات: (وكان يخطئ)[35].

قال الذهبي في سير اعلام النبلاء: (قال أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيرا، فإذا قيل له، لم يقبل،

وكان النسائي حسن الرأي فيه، ويقول: الناس يؤذوننا فيه،

وذكره ابن عدي، فأورد له عدة أحاديث مناكير، ثم قال: أرجو أن باقي حديثه مستقيم، وهو ممن يكتب حديثه،

وسمعت أبا عروبة، يقول: كان المسيب لا يحدث إلا بشئ يعرفه، ويقف عليه، قال ابن عدي: وسمعت الحسين بن عبد الله القطان، يقول: سمعت المسيب بن واضح، يقول: خرجت من تلمنس، أريد مصر للقاء ابن لهيعة، فأخبرت بموته،

قال السلمي: سألت الدارقطني، عن المسيب بن واضح، فقال: ضعيف،

وقال الدارقطني في مواضع من "سننه": فيه ضعف)[36].

وقال ابن حجر في الاصابة: (... وفي سنده المسيب بن واضح فيه مقال)[37].

وسُئِلَ عنه أبو علي صالح بن محمد فقال: (لا يدرى أي طرفيه أطول ولا يدرى أيش يقول)[38].

 

·        نقبة بن الوليد:

الظاهر انه تصحيف: (بقية بن الوليد)، وإلا فهو مجهول ولم يرد في كتب الحديث ولا كتب الرجال عند الشيعة واهل السنة الا  في هذه الرواية!

فأمّا بقية بن الوليد فقد جاء فيه:

قال العجلي في معرفة الثقات: (بقية بن الوليد الحمصي أبو يحمد ثقة ما روى عن المعروفين وما روى عن المجهولين فليس بشئ)[39].

وفي ضعفاء العقيلي: (... قال بقية بن الوليد ذاكرت حماد بن زيد أحاديثا فقال ما أجود أحاديثك لو كان لها أجنحة يعنى أسانيد!

 حدثنا عبد الله بن أحمد قال سمعت أبي[40] يقول: (بقية إذا حدث عن قوم ليسوا بمعروفين فلا تقبلوه وإذا حدث بقية عن المعروفين مثل بحير بن سعد وغيره قبل).

.... مخلد الشعيري قال سألوا بن عيينة عن شئ فقال أبو العجب.

.... محمد بن سعيد بن بلج قال سمعت أبا عبد الله يعنى عبد الرحمن بن الحكم بن بشير بن سليمان يذكر عن وكيع قال ما سمعت أحدا أجرأ على أن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحديث من بقية. قال أبو عبد الله وما سمعته يتناول أحد إلا بقية.

.... سفيان بن عبد الملك قال سمعت بن المبارك يقول بقية بن الوليد صدوق اللهجة كان يأخذ عمن أقبل وأدبر.

 حدثنا عبد الله قال قلت لأبي[41] أيما أحب إليك ضمرة أو بقية قال: لا، ضمرة أحب إلينا، بقية ما كان يبالي عمن حدث)[42].

وقال الرازي في الجرح والتعديل: (.... يحيى بن المغيرة قال سمعت ابن عيينة يقول: لا تسمعوا من بقية ما كان في سنة واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره،

.... حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلى قال سئل أبى عن بقية وإسماعيل بن عياش فقال: بقية أحب إلى فإذا حدث عن قوم ليسوا بمعروفين فلا - يعنى لا تقبلوه،

.... سُئِلَ يحيى بن معين عن بقية بن الوليد قال: إذا حدث عن الثقات مثل صفوان بن عمرو وغيره فاما إذا حدث عن أولئك المجهولين فلا، وإذا كنى ولم يسم اسم الرجل فليس يساوى شيئا،

 فقيل ليحيى أيما أثبت بقية أو إسماعيل بن عياش؟ قال: كلاهما صالحان، سمعت أبي يقول يكتب حديث بقية ولا يحتج به وهو أحب إلى من إسماعيل بن عياش،

حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول: بقية أحب إلى من إسماعيل بن عياش، ما لبقية عيب الا كثرة روايته عن المجهولين، فاما الصدق فلا يؤتى من الصدق وإذا حدث عن الثقات فهو ثقة،

.... قال أبو مسهر: بقية أحاديثه ليست نقية فكن منها على تقية)[43].

وفي كتاب المجروحين لأبن حبان: قال احمد بن حنبل: توهمت أن بقية لا يحدث المناكير إلا عن المجاهيل فإذا هو يحدث المناكير عن المشاهير فعلمت من أين أتى.

قال أبو حاتم: لم يسبه أبو عبد الله رحمه الله، وإنما نظر إلى أحاديث موضوعة رويت عنه عن أقوام ثقات فأنكرها ; ولعمري إنه موضع الانكار، وفى دون هذا ما يسقط عدالة الانسان في الحديث، ولقد دخلت حمص وأكثر همى شأن بقية فتتبعت حديثه وكتبت النسخ على الوجه وتتبعت ما لم أجد يعلو من رواية القدماء عنه فرأيته ثقة مأمونا، ولكنه كان مدلسا، سمع من عبيد الله بن عمر وشعبة ومالك أحاديث يسيرة مستقيمة، ثم سمع عن أقوام كذابين ضعفاء متروكين عن عبيد الله بن عمر وشعبة ومالك مثل المجاشع بن عمرو، والسري بن عبد الحميد وعمر بن موسى الميثمي وأشباههم وأقوام لا يعرفون إلا بالسكنى، فروى عن أوليك الثقات الذين رآهم بالتدليس ما سمع من هؤلاء الضعفاء، وكان يقول: قال عبيد الله بن عمر عن نافع، وقال: مالك عن نافع - كذا - فحملوا عن بقية عن عبيد الله وبقية عن مالك وأسقط الواهي بينهما فالتزق الموضوع ببقية وتخلص الواضع من الوسط، وإنما امتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه فالتزق ذلك كله به.

.... مضر بن محمد الأسدي يقول سألت يحيى بن معين عن بقية بن الوليد فقال: ثقة إذا حدث عن المعروفين، ولكن له مشايخ لا يدرى من هم؟

.... سُئل ابن عيينة عن حديث حسن فقال: أخبرنا بقية بن الوليد؟ أخبرنا أبو العجب!

قال أبو حاتم: هذا الذي أنكره سفيان وغيره من حديث بقية هو ما روى أوليك الضعفاء والكذابون والمجاهيل الذي لا يعرفون، ويحيى بن معين أطلق عليه شبها بما وصفنا من حاله، فلا يحل أن يحتج به إذا انفرد بشئ[44].

وقال سبط ابن العجمي: (بقية بن الوليد مشهور بالتدليس مكثر له عن الضعفاء وتعاني تدليس التسوية وقد تقدمت صورته. توفى سنة 197)[45].

وفي تقريب التهذيب لأبن حجر: (صدوق كثير التدليس عن الضعفاء)[46].

وفي طبقات المدلسين لابن حجر: (بقية بن الوليد الحمصي المحدث المشهور المكثر له في مسلم حديث واحد وكان كثير التدليس عن الضعفاء والمجهولين وصفه الأئمة بذلك)[47].

وقال احمد بن حنبل: (له مناكير عن الثقات)[48].

وقد عثرنا أنَّ الأوزاعي كان يوصي بقية بن الوليد باخذ العلم عن الصحابة! في إشارة الى حثه على ترك الرواية عن آل البيت الأطهار (عليهم السلام)، وكأنما هم لم يكونوا من الصحابة!! قال الذهبي: (قال بقية بن الوليد: قال لي الأوزاعي: يا بقية! لا تذكر أحدا من أصحاب نبيك إلا بخير، يا بقية! العلم ما جاء عن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - وما لم يجئ عنهم، فليس بعلم)[49].

فإن قيل انهم داخلون في الصحابة، فحينئذٍ لا وجه للتخصيص بقوله، إذ لم يكن يوجد سواهم في تلك الحال!

لعنة الله على كل من يضمر الكراهية لأهل البيت الأطهار (عليهم السلام).

 

·        ثور بن يزيد: ثور بن يزيد كان ناصبياً مبغضاً لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام). وكان يقول بالقدر. وله روايات في كتب الشيعة أيضاً بعضها ينحو منحى عقيدته الفاسدة في القدر!!

فمن رواياته ما ورد في أمالي الشيخ الطوسي: (قال: وحدثنا أبو الطيب، قال: حدثنا علي بن ماهان، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا محمد بن عمر، قال: حدثنا ثور بن يزيد، عن مكحول، قال: لما كان يوم خيبر خرج رجل من اليهود يقال له مرحب، وكان طويل القامة عظيم الهامة، وكانت اليهود تقدمه لشجاعته ويساره. قال: فخرج في ذلك اليوم إلى أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فما واقفه قرن[50] إلا قال: أنا مرحب، ثم حمل عليه فلم يثبت له. قال: وكانت له ظئر[51]، وكانت كاهنة، وكانت تعجب بشبابه وعظم خلقته، وكانت تقول له: قاتل كل من قاتلك وغالب كل من غالبك إلا من تسمى عليك بحيدرة، فإنك إن وقفت له هلكت. قال: فلما كثر مناوشته، وبعل الناس بمقامه[52] شكوا ذلك إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وسألوه أن يخرج إليه عليا (عليه السلام)، فدعا النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام)، وقال له: يا علي اكفني مرحبا، فخرج إليه أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلما بصر به مرحب أسرع إليه فلم يره يعبأ به، فأنكر ذلك وأحجم عنه، ثم أقدم وهو يقول:أنا الذي سمتني أمي مرحبا فأقبل علي (عليه السلام) بالسيف، وهو يقول: أنا الذي سمتني أمي حيدره فلما سمعها منه مرحب هرب ولم يقف خوفا مما حذرته منه ظئره، فتمثل له إبليس في صورة حبر من أحبار اليهود، فقال: إلى أين يا مرحب؟ فقال: قد تسمى علي هذا القرن بحيدرة. فقال له إبليس: فما حيدرة؟ فقال: إن فلانة ظئري كانت تحذرني من مبارزة رجل اسمه حيدرة، وتقول: إنه قاتلك. فقال له إبليس: شوها لك، لو لم يكن حيدرة إلا هذا وحده لما كان مثلك يرجع عن مثله، تأخذ بقول النساء وهن يخطئن أكثر مما يصبن، وحيدرة في الدنيا كثير، فارجع فلعلك تقتله، فإن قتلته سدت قومك وأنا في ظهرك استصرخ اليهود لك. فرده فوالله ما كان إلا كفواق[53] ناقة حتى ضربه علي (عليه السلام) ضربة سقط منها لوجهه وانهزم اليهود وهم يقولون: قتل مرحب، قتل مرحب)[54].

ولا غرابة في رواية هذا الناصبي ثور بن يزيد لهذه الرواية إذا علمنا أنَّه كان قدرياً، فيريد ان يقول أنَّ مقتل مرحب بيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ليس لشجاعة الإمام (عليه السلام) الفريدة وبطولته الفائقة في القتال، بل هو من القدر وأنَّ مرحباً كان يعلم أن هناك من سيقتله اسمه حيدر فلا ميزة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) بذلك بحسب عقيدته الفاسدة!!

وذكره العجلي في ثقاته رغم نصبه، قال: (ثور بن يزيد شامي ثقة وكان يرى القدر)[55].

وذكره العقيلي في الضعفاء فقال: (ثور بن يزيد الكلاعي الحمصي،... حدثنا عبد الله بن أحمد قال سمعت أبي يقول ثور بن يزيد الكلاعي كان يرى القدر وكان من أهل حمص نفوه وأخرجوه منها لأنه كان يرى القدر وليس به بأس!

حدثنا عبد الله بن أحمد قال حدثنا أبو عبد الله السلمي قال قدم وكيع الشام فحدثهم عن ثور الشامي فقالوا لا نريد ثورا فقال وكيع كان ثور صحيح الحديث

.... حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا ثورا وكان قدريا عن خالد بن معدان وكان صاحب شرطة يزيد)[56].

وقال الرازي في الجرح والتعديل: (سئل سفيان بن سعيد عن ثور بن يزيد الشامي فقال: خذوا عنه واتقوا قرنية - يعني انه كان قدريا)[57].

وسُئِلَ يحيى القطان عن ثور بن يزيد فقال: (ليس في نفسي منه شئ)[58]! وقال القطان عنه أيضاً: (ما رأيت شاميا أوثق من ثور كنت أكتب عنه بمكة في ألواح)[59]. ويحيى القطان، وهو من أبرز علماء المخالفين بالجرح والتعديل، والذي يوثق هذا الناصبي القدري، هو نفسه يطعن في الامام جعفر الصادق (عليه السلام) ويقول عنه: (وفي نفسي منه شيء، مجالد أحب إلي منه)[60]!!

 

·     خالد بن معدان: وكان صاحب شرطة يزيد[61]! وعلماء المخالفين يوثقونه رغم تدليسه!!

قال الذهبي: (خالد بن معدان ابن أبي كرب، الامام، شيخ أهل الشام، أبو عبد الله الكلاعي، الحمصي، حدث عن خلق من الصحابة وأكثر ذلك مرسل،... وأرسل عن معاذ بن جبل، وأبي الدرداء، وعائشة، وعبادة بن الصامت، وأبي عبيدة بن الجراح، وغيرهم)[62].

وقال ابن حجر: (خالد بن معدان الشامي الثقة المشهور قال الذهبي كان يرسل ويدلس)[63]!

فروايته عن معاذ بن جبل مرسلة باعتراف كبار علمائهم!!

 

رابعاً. المناقب للخوارزمي (متوفى 568هـ).

ولفظه في مناقب الموفق الخوارزمي وهو من علماء اهل السنة، قال: (وأنبأني مهدب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني، أخبرنا أحمد بن نصر بن أحمد أخبرنا الحسين بن أبي العباس الفقيه، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الهروي بنهاوند أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا محمد بن يوسف الضبي، حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي، حدثنا عمرو بن حمزة أبو أسد القيسي، حدثني خلف بن مهران أبو الربيع، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حب علي بن أبي طالب حسنة لا يضر معه سيئة، وبغضه سيئة لا ينفع معه حسنة)[64].

ونبحث الآن وثاقة واعتبار بعض رجال السند مما وصل الينا عن أحوالهم من كتب المخالفين أنفسهم لكون الحديث مروي من طرقهم.

·        عمرو بن حمزة القيسي:

قال البخاري في تاريخه: (لا يتابع في حديثه)[65].

ذكره الرازي ولم يذكر له جرحاً ولا تعديلاً[66]، فهو مجهول.

قال الدارقطني وغيره: ضعيف[67].

وقال ابن خزيمة بعد أن اخرج حديثه في صحيحه وتوقف في صحته: لا أعرف عمرو بن حمزة بعدالة ولا جرح. وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه غير محفوظ[68].

 

·        خلف بن مهران أبو الربيع:

في مجمع الزوائد للهيثمي قال (ورجاله موثقون إلا أن خلف بن مهران لم يدرك أنسا)[69].

وقال ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب: (خلف بن مهران العدوي أبو الربيع البصري إمام مسجد بن أبي عروبة صدوق يهم)[70]. ومعنى (صدوق يهم) كما في معجم المصطلحات الشرعية: (وصف للراوي يدل على عدالته ووجود شيء من الضعف في ضبطه)!

وقال ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب: ((النسائي) خلف بن مهران العدوي أبو الربيع البصري، امام مسجد سعيد بن أبي عروبة وهو مسجد بني عدي بن يشكر. روى عن عامر ابن عبد الواحد الأحول وعمرو بن عثمان بن يعلى بن أمية وعبد الرحمن بن عبد الله ابن الأصم، وعنه حرمي بن حفص بن عمارة وأبو عبيدة الحداد وقال كان ثقة صدوقا خيرا مرضيا وذكره ابن حبان في الثقات، روى له النسائي حديثا واحدا من قتل عصفورا عبثا الحديث. قلت: جعل البخاري خلف بن مهران إمام مسجد بني عدي غير خلف أبي الربيع إمام مسجد سعيد بن أبي عروبة وكذا قال أبو حاتم ذكر ان إمام مسجد سعيد يروي عن أنس بن مالك، قال البخاري روى عنه عمرو بن حمزة القيسي لا يتابع في حديثه وذكر أن إمام مسجد بني عدي هو الذي أثني عليه أبو عبيدة الحداد، قلت: وهو الذي ذكره ابن حبان في ثقاته ولكن قال البغوي حدثنا عبد الله بن عون ثنا أبو عبيدة الحداد ثنا خلف بن مهران أبو الربيع العدوي وكان ثقة فهذا يدل على أنه واحد وقال ابن خزيمة لما خرج حديث خلف امام مسجد سعيد عن أنس لا أعرف خلفا بعدالة ولا جرح)[71].

فخلف بن مهران لم يدرك انس بن مالك فكيف روى عنه؟! وقد وصفوه بأنه يهم أي ضبطه ضعيف!

 

 

 

خامساً. كتابي الفضائل والروضة للشيخ شاذان بن جبرئيل القمي (متوفى 660هـ).

هو الشيخ أبو الفضل شاذان بن جبرائيل بن إسماعيل بن أبي طالب القمّي من الشيعة الإمامية. ذكر في كتابه الفضائل: (خبر آخر عن عبد الله بن عباس أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله حب علي (عليه السلام) حسنة لا تضر معها سيئة وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة)[72].

ونفس اللفظ في كتابه (الروضة في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام)[73]مع لفظ (يضر) بدلاً من (تضر).

فذكره بدون إسناد!

وربما لأن الحديث هو عن أبن عباس فنرجّح أنه نقله عن أحد الكتابين تاريخ بغداد أو تاريخ دمشق، كما سبق بيانه!

 

سادساً. مصادر ذكرها صاحب (إحقاق الحق).

ذكر السيد شهاب الدين المرعشي النجفي في كتابه (شرح إحقاق الحق) في اربعة مواضع منه، في الأجزاء (7، 17، 21، 30) مصادر لهذا الحديث بعضها ذكرناها آنفاً وبعضها غير متوفرة لكونها مخطوطات لدى اصحابها، نستعرض عناوينها هنا. وهذه المصادر تنقل عن بعضها البعض وأنَّ الرئيسية منها قد ذكرناها آنفاً.

فمما جاء فيه:

·        في الجزء السابع:

(في أن حب علي عليه السلام حسنة لا تضر معها سيئة وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة. ويشتمل على أحاديث:

الحديث الأول: حديث معاذ بن جبل روى عنه جماعة من أعلام القوم: منهم العلامة ابن شيرويه الديلمي في (فردوس الأخبار)[74] (على ما في در المناقب المخطوط) قال: روى عن معاذ بن جبل قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حب علي بن أبي طالب حسنة لا يضر معها سيئة ، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة.

ومنهم العلامة عبد الرحمان الصفوري في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 207 ط القاهرة) روى الحديث عن معاذ بعين ما تقدم عن (فردوس الأخبار) لكنه ذكر بدل كلمة سيئة في الموضعين كلمة: معصية.

ومنهم العلامة المولى محمد صالح الترمذي في (المناقب المرتضوية) (ص 92 ط بمبئي) روى الحديث من طريق الديلمي في (الفردوس) عن معاذ بعين ما تقدم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة المناوي في (كنوز الحقايق) (ط بولاق بمصر) روى الفقرة الأولى من الحديث في ص 67 والفقرة الثانية في ص 57 من طريق الديلمي بعين ما تقدم عنه في (الفردوس).

ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) (ص 61 مخطوط) روى الحديث من طريق الديلمي عن معاذ بعين ما تقدم في (الفردوس).

ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 180 ط اسلامبول) روى الحديث نقلا عن الكنوز بعين ما تقدم عن (الفردوس). وفي (ص 239 و 252 ، الطبع المذكور) روى الحديث من طريق الفردوس عن معاذ بعين ما تقدم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة الحمويني في (مناهج الفاضلين) (ص 377 مخطوط) روى الحديث من طريق ابن شيرويه في (الفردوس) بعين ما تقدم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 519 و 512 ط لاهور): وروى الحديث من طريق الديلمي عن معاذ بعين ما تقدم عن (الفردوس).

الحديث الثاني: حديث أنس بن مالك رواه جماعة من أعلام القوم:

منهم العلامة الخطيب الخوارزمي في (المناقب)[75] (ص 45 ط تبريز) قال: أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ، أخبرني أحمد بن نصر بن أحمد ، أخبرني سليمان بن أحمد الطبراني ، حدثني عمرو بن حمرة أبو أسد القيسي ، حدثني خلف بن مهران ، حدثنا أبو الربيع ، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حب علي حسنة لا يضر معها سيئة ، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة).

ومنهم العلامة الحمويني في (مناهج الفاضلين) (ص 377 مخطوط) روى الحديث من طريق الخوارزمي بعين ما تقدم عنه في (المناقب).

ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 91 ط اسلامبول) روى الحديث من طريق الخوارزمي عن أنس بعين ما تقدم عنه في (المناقب).

الحديث الثالث: حديث ابن عباس روى عنه القوم:

منهم العلامة الموصلي الشهير بابن حسنويه في (در بحر المناقب) (ص 7 مخطوط) قال: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حب علي بن أبي طالب حسنة لا يضر معها سيئة ، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة[76].

الباب السابع والعشرون بعد المأتين في أن حب علي بن أبي طالب عليه السلام يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب:

رواه جماعة من أعلام القوم منهم الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) (ج 4 ص 194 ط السعادة بمصر) قال: أخبرني أحمد بن أبي جعفر القطيعي ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله المعدل ، حدثنا أبو العباس أحمد بن شبوية بن معين بن بشار بن حميد الموصلي في سنة عشر وثلاثمأة. وما عندي عنه غير هذا الحديث. قال حدثنا محمد بن سلمة الواسطي ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن أيوب ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حب علي بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب[77].

ومنهم العلامة ابن شيرويه الديلمي في (فردوس الأخبار) (على ما في درر المناقب مخطوط) قال: روى عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حب علي بن أبي طالب يأكل الذنوب) كما تأكل النار الحطب[78].

ومنهم العلامة ابن عساكر الدمشقي في (تاريخ دمشق)[79] (ج 4 ص 159 ط روضة الشام) روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (فردوس الأخبار.)

ومنهم العلامة محمد بن يوسف الگنجي في (كفاية الطالب) (ص 184 ط الغري) قال: وأخبرنا العدول محمد بن أحمد بن عساكر ، وعمر بن عبد الوهاب بن محمد بن طاهر القرشي ، وعبد الواحد بن عبد الرحمان بن هلال بدمشق ، قالوا: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي. وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، وأبو منصور ابن زريق ، قالوا: أخبرنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ، أخبرني أحمد بن جعفر القطيعي فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد) سندا ومتنا.

ومنهم العلامة الموصلي الشهير بابن حسنويه في (در بحر المناقب) (ص 3 المخطوط) قال: وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حب علي بن أبي طالب يحرق الذنوب كما تحرق النار الحطب[80].

ومنهم العلامة محب الدين الطبري في (الرياض النضرة) (ج 2 ص 215 ط محمد أمين الخانجي بمصر) روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (فردوس الأخبار)[81].

ومنهم العلامة المذكور في (ذخائر العقبى) (ص 91 ط مكتبة القدسي بمصر) روى الحديث من طريق الملا عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (فردوس الأخبار)[82].

ومنهم العلامة عبد الرحمان الصفوري في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 207 طبع القاهرة) روى الحديث بعين ما تقدم عن (فردوس الأخبار) وزاد في آخر الحديث ، ولو اجتمع الناس على حبه لما خلق الله جهنم[83].

ومنهم العلامة حسام الدين الهندي في (منتخب كنز العمال) (المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 34 طبع الميمنية بمصر) روى الحديث عن ابن عساكر عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (فردوس الأخبار)[84].

ومنهم العلامة المولى محمد صالح الترمذي في (المناقب المرتضوية) (ص 78 طبع بمبئي) روى الحديث بعين ما تقدم عن (فردوس الأخبار)[85].

ومنهم العلامة الدامغاني في (الأربعين) على ما في مناقب الكاشي المخطوط ص 105) روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (فردوس الأخبار).

ومنهم العلامة الحمويني في (مناهج الفاضلين) (ص 377 مخطوط) روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (فردوس الأخبار).

ومنهم العلامة المناوي في (كنوز الحقايق) (ص 67 ط بولاق بمصر) روى الحديث من طريق الديلمي في (الفردوس) بعين ما تقدم عنه بلا واسطة.

ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (مخطوط) روى الحديث من طريق تمام ، والخطيب ، وابن عساكر عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (فردوس الأخبار).

ومنهم العلامة القندوزي المتوفى سنة 1293 في (ينابيع المودة) روى الحديث نقلا عن كنوز من طريق الديلمي بعين ما تقدم عن (فردوس الأخبار). وفي (ص 213 وص 236 ، الطبع المذكور) روى الحديث من طريق الملا بعين ما تقدم عن (فردوس الأخبار).

ومنهم العلامة المحدث النقشبندي الخالدي في (راموز الأحاديث) (ص 273 طبع قشلة همايون بالآستانة). روى الحديث من طريق ابن عساكر عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (الفردوس).

ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) (ص 521 ط لاهور) روى الحديث من طريق الديلمي عن ابن عباس بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد))[86].

 

·        في الجزء السابع عشر:

(فمنهم العلامة الديلمي في (فردوس الأخبار). روى عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حب علي ابن أبي طالب حسنة لا تضر معها سيئة ، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة[87].

ومنهم العلامة السيد علي بن شهاب الدين بن محمد الهمداني العلوي الحسيني الشافعي في (مودة القربى) (ص 64 ط لاهور). روى الحديث عن معاذ بن جبل بعين ما تقدم عن (فردوس الأخبار)[88].

ومنهم العلامة الصفوري في (المحاسن المجتمعة) (ص 160 مخطوط) قال: قال معاذ: حب علي حسنة لا تضر معها معصية وبغضه معصية لا تنفع معها حسنة[89].

ومنهم العلامة المذكور في (نزهة المجالس) (ص 207 ط القاهرة). روى الحديث عن معاذ بعين ما تقدم عن (المحاسن المجتمعة) [90].

ومنهم العلامة العيني الحيدرآبادي في (مناقب علي) (ص 33 ط أعلم پريس). روى الحديث من طريق الديلمي عن معاذ والخطيب عن أنس بعين ما تقدم عن (المحاسن المجتمعة) [91])[92].

 

·        في الجزء الواحد والعشرين:

(منهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في (آل محمد) (ص 228 نسخة مكتبة السيد الأشكوري) قال: روى موفق بن أحمد بسنده عن أنس[93] ، وفي كتاب (مودة القربى) بسنده عن معاذ ، [ قال ] صلى الله عليه وسلم: حب علي حسنة لا تضر معها سيئة ، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة[94]. وقال في ص 229: روي في كتاب (فضائل أهل البيت)[95] والديلمي صاحب (الفردوس)[96] هما بسنده عن معاذ بن جبل [ قال ] صلى الله عليه وسلم: حب علي بن أبي طالب حسنة لا تضر معها سيئة ، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة. وقال أيضا: روى الديلمي بسنده: حب علي حسنة لا تضر معها سيئة.

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشافعي الشيرازي في (توضيح الدلائل) (ص 186 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال: روي عن أنس (رض) أن النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم قال: حب علي بن أبي طالب حسنة لا يضر معه سيئة وبغضه سيئة لا ينفع معها حسنة[97]. رواه الصالحاني ، عن الشيخ أبي رشيد إسماعيل بن غانم[98] ، عن الحافظ الإمام أبي سعيد محمد بن محمد ، عن الإمام الحافظ الجليل أبو نعيم الاصفهاني بإسناده.

ومنهم العلامة عمر بن عيسى الدهلقي في كتابه (فضائل الخلفاء) (ص 148 من مكتبة أيا صوفيا) قال: روي عن معاذ بن جبل[99]عن النبي صلى الله عليه وسلم: حب علي بن أبي طالب حسنة لا يضر معها سيئة ، وبغضه سيئة لا يضر معها حسنة)[100].

 

 

·        في الجزء الثلاثين:

(فمنهم الشيخ محمد خير المقداد في "مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة" للعلامة الصفوري (ص 161 ط دار ابن كثير ، دمشق وبيروت) قال: وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: حب علي حسنة لا تضر معها معصية ، وبغضه معصية لا تنفع معها حسنة[101])[102].

وقد ذكر هذا الكتاب هذه الرواية بدون ان ينسبها لمصدر وبلا سند[103]!

 

حديث (حب علي ياكل السيئات كما تأكل النار الحطب)

وبخصوص حديث (حب علي ياكل السيئات): ومعنى هذا الحديث قريب من معنى الحديث المبحوث فيه، ونجد أول من ذكره الخطيب البغدادي (متوفى 463هـ) في تاريخ بغداد ثم ابن عساكر (متوفى 571 هـ)  في تاريخ دمشق. أما من طرق الشيعة فقد نقله العلامة المجلسي عن كتاب مجهول منسوب للشيخ الصدوق.

فقد وروى الخطيب البغدادي (متوفى 463هـ) في تاريخ بغداد قال: (أخبرني أحمد بن أبي جعفر القطيعي، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله المعدل، حدثنا أبو العباس أحمد بن شبوية بن معين بن بشار بن حميد الموصلي في سنة عشر وثلاثمأة، وما عندي عنه غير هذا الحديث، قال حدثنا محمد بن سلمة الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حب علي بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب). رجال إسناده الذين بعد محمد بن سلمة كلهم معروفون ثقات والحديث باطل مركب على هذا الإسناد)[104].

وجاء في تاريخ دمشق لأبن عساكر: (أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا نا وأبو منصور بن زريق أنا أبو بكر الخطيب أخبرني أحمد بن أبي جعفر القطيعي نا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله المعدل أنا أبو العباس أحمد بن شبويه بن يعين بن بشار بن حميد الموصلي في سنة ست عشرة وثلاثمائة وما عندي عنه غير هذا الحديث نا محمد بن مسلمة الواسطي نا يزيد بن هارون أنا حماد بن سلمة عن أيوب عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حب علي بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب.

قال الخطيب رجال إسناده الذين بعد محمد بن مسلمة كلهم معروفون ثقات والحديث باطل مركب من هذا الإسناد)[105].

والاختلاف بين المصدرين هو في (محمد بن سلمة) عند الخطيب و(محمد بن مسلمة) عند ابن عساكر نقلاً عنه!

وفيما يلي حال بعض الرواة في سند الحديث:

 

·        عطاء بن ابي رياح:

في رجال الطوسي[106]، وفي الخلاصة للعلامة الحلي: (عطاء بن ابي رياح، من أصحاب علي (عليه السلام)، مخلط)[107]. 

 

·        ايوب بن محمد:

يروى في السند عن عطاء. قال عنه يحيى بن معين: (شيخ يمامي ضعيف)[108].

وقال الرازي: (أيوب بن ابي سهلة روى عن عطاء روى عنه حماد بن سلمة. سمعت ابي وأبا زرعة يقولان ذلك)[109].

 

·        محمد بن مسلمة الواسطي:

قال الذهبي في ميزان الاعتدال: (محمد بن مسلمة الواسطي، صاحب يزيد بن هارون، حديثه من عوالي الغيلانيات، أتى بخبر باطل اتهم به، وقال أبو القاسم اللالكائي: ضعيف، وقال ابن عدي: سمعت عبد الحميد الوراق يقول: قاطعنا محمد بن مسلمة على أجزاء، فقرأنا عليه، وفيها حديث طويل، فقال: ما أحسن هذا، والله إن سمعت به قط إلا الساعة، وقال له رجل: قل عن هشام بن عروة، فقال، بدرهمين صحاح، وساق له ابن عدي أحاديث تستنكر، وفي تاريخ الخطيب، من طريق محمد بن حمدان: حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي، حدثنا يزيد، أخبرنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن ابن عباس - مرفوعا، قال لما بلغت السماء السابعة لقيني ملك من نور، فسلمت فرد، فأوحى الله إليه يسلم عليك صفي فلم تقم له، لتقومن فلا تقعد إلى يوم القيامة، أورده ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: رواته ثقات سوى ابن مسلمة، قال الدارقطني: لا بأس به، وقال الخطيب: في أحاديثه مناكير بأسانيد واضحة، وقال ابن عباس - مرفوعا: لما بلغت السماء السابعة،،، فساق الحديث، ثم قال الخطيب عقبه: هذا باطل، ورواته ثقات سوى ابن مسلمة، ورأيت هبة الله الطبري يضعف ابن مسلمة، وكذا سمعت أبا محمد الخلال يقول: هو ضعيف جدا، توفي سنة ثنتين وثمانين ومائتين)[110].

وقال سبط ابن العجمي: (محمد بن مسلمة الواسطي صاحب يزيد بن هارون حديثه في الغيلانيات قال الذهبي أتى بخبر باطل اتهم به وفي تاريخ الخطيب حديث له موضوع لما بلغت السماء السابعة الحديث أورده بن الجوزي في الموضوعات وقال رواته ثقات سوى محمد بن مسلمة قال الدارقطني لا بأس به وقال الخطيب أحاديثه مناكير بأسانيد واضحة)[111].

وقال ابن حجر العسقلاني عنه: ضعيف[112].

وقد ذكر ابن الجوزي في الموضوعات هذا الحديث: (ومحمد بن مسلمة قد ضعفه الأنكاني [اللالكائي] وأبو محمد الخلال جدا)[113].

 

·        أبو العباس أحمد بن شبوية بن معين بن بشار بن حميد الموصلي:

قال ابن حجر العسقلاني (متوفى 852هـ) في لسان الميزان: (ومحمد بن سلمة سياتي ترجمته وانه ضعيف والراوي عنه أحمد بن شبويه هذا مجهول فالآفة من احدهما)[114].

 

التمهيد للمعنى المغالي لهذا الحديث.

وظاهر لفظ هذا الحديث عامل جذب للأفكار المغالية، فظهر بعض رجال الدين المروجين لافكار تساعد على استنهاض الغلو في عقول المتلقين مما يعتبر ممهداً لنشر تلك الأفكار المغالية بالاعتماد على هذا الحديث!

ونموذجه نقرأه في كلام ملا صدرا في كتابه (الشواهد الربوبية) قال: (وانما يخلد اهل الجنة في الجنة واهل النار في النار بالثبات والدوام الحاصلين في الاخلاق والملكات لا بآحاد الأعمال فكل من فعل مثقال ذرة من خير او شر يرى اثره مكتوباً في صحيفة ذاته او صحيفة اعلى منها وهو نشر الصحايف وبسط الكتب فاذا حان وقت ان يقع بصره على وجه ذاته عند كشف الغطاء ورقع شواغل ما يورده هذه الحواس المعبر عنه بقوله تعالى: ((واذا الصحف نشرت)) فيلتفت الى صفحة باطنة وصحيفة قلبه فمن كان في غقلة عن ذاته وحساب سره يقول عند ذلك: ((ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصيها و وجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك احداً)))[115].

وعلّق السبزواري على كلام الملا صدرا الآنف الذكر بقوله: (إن قلت: إذا كانت نفس صاحبه ملكات أرذل كما وكيفا من ملكات في نفس كافرة وهذه تخلد في النار بخلاف تلك أو نفس مشركة صاحب ملكات حميدة تخلد في النار بمجرد شرك ساعة في آخر عمره، قلت: هذه كلها لأجل الخبط والتكفير - السائغين عند المحققين والمليين فالتوبة الصحيحة أن يكون للتائب عزيمة بحيث لو دعاه الثقلان على ذلك الذنب لم يفعله فإذا شفعت بنور المعرفة فتلك العزيمة التي هي مظهر إرادة الله تكفر جميع سيئاته وتدك بنيانها وهذا النور يمحو ظلماتها ويبدل وجوهها الظلمانية ويبرز وجوهها النورانية وهكذا الكلام في نور الإيمان بالنسبة إلى ظلمات الملكات الأرذل ومن هنا ورد: "حب على حسنة لا يضر معها سيئة" وفي ظلمة غيهب الشرك بالنسبة إلى الملكات الحميدة المخبوطة بل لا محمودية لها إذا فقد ما هو الأصل وهو العلم والمعرفة فتبا لصلاة من لا توحيد له ولصومه ولحجه وسائر قرباته)[116].

وفي كتاب (الحقائق في محاسن الأخلاق) للفيض الكاشاني، وهو صهر ملا صدرا ومن تلاميذه، قال: (وذلك لأن قبول الأعمال موقوف على صحة الاعتقاد بل المدار في النجاة على ذلك كما هو مقرّر ضروريّ من الدين، وإليه أشير بقوله (ص): (حبّ عليّ حسنة لا تضرّ معها سيئة وبغض عليّ سيئة لا تنفع معها حسنة))[117].

وفي كتاب (التجلي الأعظم) للسيد فاخر موسوي، وهو من اتباع ملا صدرا، قال: (حيث قال الحبيب المصطفى محمد "صلى الله عليه وآله وسلم": [ إن مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى ]، فهم النور نور الله جل جلاله، وهم السفينة،، على أن ركوب السفينة لابد له من أجرة وقد جعل الله أجرة الركوب في سفينة النجاة مودة أهل البيت ومحبتهم والاعتراف بحقهم وولايتهم حيث يقول الحق سبحانه: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا)، فظهر أن الحسنة هنا إنما هي مودة أهل البيت عليهم السلام، وهي حسنة تذوب معها كل السيئات بل لا تضر معها سيئة لأنها حسنة في الولاية والسيئات في الذنوب والمعاصي يمكن أن يغفرها الله عز وجل أما جحد الولاية وبغض أهل البيت فإنها خيانة عظمى تصل إلى مستوى الشرك بالله وقد أجمعت المدارس الإسلامية والمذاهب كافة أن الذي يحمل في قلبه بغضا وحقدا لأهل البيت وضدهم لا تناله رحمة الله، ولا يشم رائحة الجنة حتى لو جاء بحسنات الأولين والآخرين،، لأن الله لا يتقبل إلا من المتقين والذي يبغض أهل البيت ليس من المتقين ولا من المؤمنين،، إذن فالحسنة هنا إنما هب مودتهم ومحبتهم وهي حسنة تذوب عندها كل سيئة لأن الحسنات - في الأساس - أقوى من السيئات وخصوصا حسنة الولاية لآل محمد عليهم الصلاة والسلام التي تعد ركنا وأصلا في الإسلام بل هي أكبر أصل وأعمق وأقوى ركن في الدين والعقيدة والولاية، وعلى أساس هذا الركن كمل الدين وتمت النعمة في يوم ‹ صفحة 16 › الغدير الأغر،،، فلولاها لما بلغت الرسالة غايتها ولما تم تبليغ المصطفى لدين الله عز وجل: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) [ المائدة: 3 ]، ومن هنا كانت الصلاة على النبي وآله رسالة مقدمة موجهة من الله وملائكته إلى الناس الذين آمنوا بالله وبالرسل وباليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين،، إنها - أي الصلاة على النبي وآله - رسالة تذكر للبشرية إن لمحمد وأهل بيته حقا عليكم أيها المسلمون فاعرفوا هذا الحق، ببركة الصلاة على محمد وآله محمد،، وليس نحن وحدنا الذين نصلي على النبي وآله، وإنما الله تبارك وتعالى يشاركنا والملائكة كذلك يشاركوننا في كل صلاة نصليها على النبي بل إن كل الكائنات التي نبصرها والتي لا نبصرها تشترك معنا في موكب الصلوات، هذا الذي يردده الله مه الملائكة والأنبياء والخلق كافة،،، اللهم صل على محمد وآل محمد،، وإنها لتفتح أبواب الرزق والخير وطول العمر في الحياة الدنيا والسعادة في الدنيا والآخرة)[118].

وقال المحقق الأردبيلي، وهو من اتباع ملا صدرا: (وبإسناده عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «لمّا أن خلق اللّه آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم، فقال: الحمد للّه، فأوحى اللّه تعالى إليه: حمدني عبدي وعزّتي وجلالي لولا عبدان أريد أن أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك، قال: إلهي فيكونان من ولدي؟ قال: نعم يا آدم ارفع رأسك وانظر، فرفع رأسه فإذا هو مكتوب على العرش: لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه نبيّ الرحمة، عليّ مقيم الحجّة، ومن عرف حقّ عليّ زكى وطاب، ومن أنكر حقّه لعن وخاب، أقسمت بعزّتي أن أدخل الجنة من أطاعه وإن عصاني، وأقسمت بعزّتي أن أدخل النار من عصاه وإن أطاعني». يحتمل أن يكون معناه: من أطاعه - وإن زعم أنّ في طاعته معصية اللّه - أدخله الجنة، إذ طاعته طاعة اللّه ولا عصيان، وكذا يدخل النار من عصاه وإن زعم أنّ عصيانه طاعة اللّه فإنّ عصيانه عصيان اللّه تعالى، أو المراد بعصيانه في عدم قبول إمامته وولايته فعصاه في ذلك فيدخله اللّه النار وإن أطاع اللّه في غير ذلك مثل الصلاة والصوم، فإنّ ذلك كلّها لا يصحّ بدون ولايته ومع معصيته، كما مرّ في بعض الأخبار ؛ ويدخل الجنّة من أطاعه في إمامته وقبول ولايته والإيمان به وإن عصى اللّه في غيره، فإنّ المؤمن به يدخله وإن فعل بعض المعاصي لما تقدّم في الأخبار، وعليه يمكن حمل ما تقدّم « حبّ علي حسنة لا تضرّ معها سيئة، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة »)[119].

وقال الشيخ الطريحي: (وفي الحديث المشهور بين الفريقين "حب على حسنة لا تضر معها سيئة وبغضة سيئة لا تنفع معها حسنة" الظاهر أن المراد بالحب الحب الكامل المضاف إليه سائر الاعمال لأنه هو الايمان الكامل حقيقة وأما ما عداه فمجاز، وإذا كان حبه إيمانا وبغضه كفرا فلا يضر مع الايمان الكامل سيئة بل تغفر إكراما لعلي (ع) ولا تنفع مع عدمه حسنة إذ لا حسنة مع عدم الايمان، وقد سبق في "عصى" كلام للزمخشري في توجيه "لأدخل الجنة من أطاع عليا وإن عصاني" نافع في هذا المقام)[120]. وهو ما ذكره في موضع آخر قال: (وفي حديث القدسي على ما رواه الزمخشري: (لأدخل الجنة من أطاع عليا وإن عصاني وأدخل النار من عصاه وإن أطاعني) قال: وهذا رمز حسن، وذلك ان حب علي (ع) هو الايمان الكامل والايمان الكامل لا تضر معه السيئات. قوله: (وإن عصاني) فاني أغفر له إكراما وأدخله الجنة بايمانه، فله الجنة بالايمان وله بحب علي العفو والغفران. وقوله: (وأدخل النار من عصاه وان أطاعني) وذلك لأنه إن لم يوال عليا فلا إيمان له وطاعته هناك مجاز لا حقيقة، لان طاعة الحقيقة هي المضاف إليها سائر الاعمال، فمن أحب عليا فقد أطاع الله ومن أطاع الله نجا فمن أحب عليا نجا، فعلم أن حب علي هو الايمان وبغضه كفر، وليس يوم القيامة إلا محب ومبغض، فمحبه لا سيئة له ولا حساب عليه ومن لا حساب عليه فالجنة داره، ومبغضه لا إيمان له ومن لا إيمان له لا ينظر الله إليه بعين رحمته، وطاعته عين المعصية وهو في النار، فعدو علي هالك وإن جاء بحسنات العباد ومحبه ناج ولو كان في الذنوب غارقا إلى شحمتي أذنيه وأين الذنوب مع الايمان المنير أم أين من السيئات مع وجود الإكسير؟ فمبغضه من العذاب لا يقال ومحبه لا يوقف ولا يقال فطوبى لأوليائه وسحقا لأعدائه وعصى العبد مولاه عصيا من باب رمى ومعصية فهو عاص والجمع عصاة والعصيان الاسم)[121].

وكتب السيد علي الميلاني: (الحديث الأول: حبّ علي حسنة لا تضرّ معها سيئة: هذا الحديث بهذا اللّفظ عن معاذ بن جبل، وقد رواه من طريق الديلمي غير واحد من الأعلام كالمناوي في كنوز الحقائق من حديث غير الخلائق.

ورواه الموفق الخوارزمي من طريق الطبراني عن أنس بن مالك.

وهو مرويّ عندهم عن غيرهما أيضاً.

والأحاديث في الباب بالألفاظ المختلفة كثيرة جدّاً:

منها: ما جاء بلفظ أن حبّه يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب.

رواه الخطيب ومن طريقه ابن عساكر، غير أنه قال: رجال إسناده الذين بعد محمد بن سلمة كلّهم معروفون ثقات. والحديث باطل مركّب على هذا الإسناد» وهذا زور بيّن[122]!!

ومنها: ما ورد بتفسير قوله تعالى: (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَع يَوْمَئِذ آمِنُونَ * وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ).

فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: «الحسنة حبّنا والسيئة بغضنا»[123]. رواه شيخ الإسلام الحمويني بإسناد له عن الحافظ أبي علي الحدّاد، عن الحافظ أبي نعيم، بإسناده عن أبي عبد اللّه الجدلي عنه عليه السلام. وبإسناد آخر من طريق الحسين بن الحكم الحبري بإسناده عنه.

ومنها: ما ورد بتفسير قوله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فيها حُسْنًا إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) حيث فسّروا «حسنةً» بحبّ علي وأهل البيت عليهم السلام، فراجع التفاسير.

وأي سيئة تبقى في مقابل حسنة زاد اللّه في حسنها؟!)[124]!

فأمّا قوله في عبارته الأخيرة: (وأي سيئة تبقى في مقابل حسنة زاد اللّه في حسنها) فهي من التفسير بالرأي، وهو منهي عنه، والأولى الرجوع الى ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب الكليني (طاب ثراه) في الكافي بسنده عن الإمام الباقر (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى: "ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا" قال: (الاقتراف التسليم لنا والصدق علينا وألا يكذب علينا)[125].

وفي تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي نقرأ: (ثم قال سبحانه: (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) أي: ومن فعل طاعة، نزد له في تلك الطاعة حسنا، بأن نوجب له الثواب، وذكر أبو حمزة الثمالي عن السدي قال: إن اقتراف الحسنة المودة لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وصح عن الحسن بن علي عليهما السلام أنه خطب الناس، فقال في خطبته: إنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم، فقال: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى، ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) فاقتراف الحسنة: مودتنا أهل البيت، وروى إسماعيل بن عبد الخالق: عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إنها نزلت فينا أهل البيت، أصحاب الكساء)[126].

 

تأويلات لمعنى هذا الحديث:

هناك نص نسبه بعضهم الى الشيخ المفيد في كتابه الارشاد، وهو غير موجود حالياً فيه! يقول الشيخ الماحوزي (1075 – 1121)هـ في كتابه (الاربعون حديثاً): (ومن تلك الأجوبة ما ذكره شيخنا أبو عبد الله المفيد قدس الله روحه في ارشاده: أن الله تعالى آلا على نفسه أن لا يطعم النار لحم رجل أحب عليا (عليه السلام) وان ارتكب الذنوب الموبقات وأراد الله أن يعذبه عليها، كان ذلك في البرزخ وهو القبر ومدته، حتى إذا ورد القيامة وردها وهو سالم من عذاب الله، فصارت ذنوبه لا تضره ضررا يدخله النار، قال: وبهذا جاء الأثر عن أحد آل محمد (عليهم السلام))[127]، والسيد مهدي رجائي محقق الكتاب قال في هامش نفس الصفحة: (لم أعثر عليها في الارشاد)، وكذلك نحن لم نعثر على هذا النص في كتاب الارشاد المطبوع!

وقد أشار الشيخ ابراهيم الانصاري في تعليقاته على (اوائل المقالات) للشيخ المفيد، أنَّ المرجئة كانوا بستعملون نصوصاً لتعزيز عقيدتهم في اهمية الإيمان ولا اهمية الأعمال! ومن ضمنها حديث (حب علي حسنة لا تضر معها سيئة)!

قال الشيخ الانصاري: (.... أن موارد الاستفادة من هذا البحث لا تنحصر في آيات الوعيد في مقابل الوعيدية، بل يبحث أيضا عن آيات تتمسك بها المرجئة على عدم أهمية العمل أو قلتها كقوله (تعالى) إن الله يغفر الذنوب جميعا وقوله (ع) حب علي حسنة لا تضر معها سيئة والرواية المتفق عليها من أن من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة وغير ذلك من العمومات التي تتمسك بها الفرق الضالة لإثبات مرامها، أو تجيب عن أدلة الإمامية بمبانيها التي اتخذتها في مسألة العموم والخصوص)[128].

وفي الاجوبة الهادية نقرأ: (السؤال 101 [(حبّ عليّ حسنة لا تضرّ معها معصية)] لقد جرّأ الشيعة أتباعهم على ارتكاب الآثام والموبقات بدعواهم أنّ (حبّ عليّ حسنة لا تضرّ معها معصية)، وهذه دعوى يكذّبها القرآن الكريم؟ الجواب: هذا أيضاً واحد من افتراءات جامع الأسئلة المقيتة التي ليس لها مصدر، والظاهر أنّ السائل أخذ الشيعة و «المرجئة» بمعنى واحد، ففريق المرجئة هم الذين يقولون: قَدِّم الإيمان وأخّر العمل، والشيعة تقول بأنّ العمل جزء من الإيمان الناجع فمن آمن ولم يعمل فلا ينجيه إيمانه، ويكفيك ما قاله الإمام الباقر عليه السلام لأحد أصحابه: « يا جابر أيكفي من انتحل التشيّع وأحبّنا أهل البيت؟ فواللَّه ما شيعتنا إلّامن اتّقى اللَّه وأطاعه،،، »، « 1 » وهذا نموذج واحد للروايات التي وردت في هذا المجال، فقد وردت عشرات الأحاديث عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام في هذا الموضوع، ولو فرضنا مجيء رواية واحدة على خلاف هذه الروايات، فإنّها ستكون مخالفة للقرآن الكريم فلا يمكن الاعتماد عليها، بل يجب تفسيرها على ضوء الروايات الصحيحة)[129].

وقال الشيخ جواد التبريزي: (إنّ حبّ أهل البيت صلوات الله عليهم وموالاتهم ومودّتهم فريضة واجبة بنصّ القرآن والسنّة، والناصب لهم العداء خارج عن الإسلام، وقد أمرنا أهل البيت (عليهم السّلام) بعدم الاكتفاء بحبّهم عن العمل، وما يفتري على الشيعة من أنّهم يكتفون بالولاية عن العمل تهمة كاذبة، أمّا حساب الذين يحبّونهم ولا يعملون الصالحات ويعملون السيّئات، فهو موكول إلى الله تعالى، ويؤمّل لهم الخير بسبب حسنة حبّهم وولايتهم، وقد تشملهم رحمة الله تعالى وشفاعة نبيّه وأهل بيته الطاهرين، ولعلّ الحديث المروي « حبّ علىّ حسنة لا تضرّ معه سيّئة » ناظر إلى هذا الأصل، وليس معناه الوعد أو العهد القطعي بشمول الشفاعة)[130].

وقد رفض الشيخ محمد الصادقي الطهراني هذه الرواية جملةً وتفصيلا، واعتبرها "من الغلو المورط في معاصي اللَّه ومآسي الأمور". قال: (والغلو أياً كان هو تجاوز الحد المعتدل عقلياً أو شرعياً أو عرفياً، تجاوزاً إلي الإفراط كما هو المعني في الأغلب منه، أم إلي حد التفريط، وهو تخلف عن الحد صعوداً عنه أم نزولًا، وقد يروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: «إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك - هلك - من كان قبلكم الغلو - بالغلو - في الدين» و «صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الإسلام الغلاة والقدرية» «احذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدون فإن الغلاة شر خلق اللَّه، يصغرون عظمة اللَّه ويدعون الربوبية لعباد اللَّه، وان الغلاة لشر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا » وإن فيهم من يكذب حتى أن الشيطان ليحتاج إلي كذبه» و «لعن اللَّه الغلاة والمفوضة فإنهم صغروا عصيان اللَّه وكفروا به وأشركوا وضلوا وأضلوا فراراً من إقامة الفرائض وأداء الحقوق»،

ولقد كثر الغالون على مدار الزمن الرسالي في أصول الدين والمذهب وفروعه، متنقبين نقاب الإخلاص وهم عنه في الإفلاس، وهم أخطر على الحق من الكفار والمنافقين حيث يخوضون مختلف حقول الدين ويشوِّهونه بنقاب الدين،

فالقائل بالولاية التكوينية أو التشريعية لنبي أو وصي نبي فضلًا عمن سواهما غال فإنهما من ميزات الربوبية، كما القائل بالتفويض فيهما فإنه من نفس النمط، والقائل بشفاعتهم الطليقة عن اذن اللَّه، وان ولايتهم تغنى عن سائر التكاليف مثل ما يروى ان «حب علي حسنة لا يضر معها سيئة» من الغلو المورط في معاصي اللَّه ومآسي الأمور

وأحاديث التفويض مردودة أو مأوّلة، فـ «ما فوض إلي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقد فوَّضه الينا» يعني تفويض الولاية الشرعية فحسب، فيجب - إذاً - التفويض إليهم بطاعتهم الطليقة كما يجب التفويض اليه صلى الله عليه وآله في طاعته كما قال اللَّه: «أطيعوا اللَّه وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» (4: 59) وكما لا تعني طاعة الرسول فوق ما ارسل به من احكام اللَّه، كذلك طاعتهم التي هي استمرارية لطاعته،

واما ان يحلِّوا شيئاً أو يحرموا مالم يحكم به اللَّه، أو يطلبوا من اللَّه شيئاً من ذلك فذلك جراءة على اللَّه محادة ومشاقة، ذلك، فكل ما ورد من نسبة علم الغيب ما كان وما يكون وما هو كائن إليهم عليهم السلام، وأنهم هم وسائل الخلق المفوض إليهم أمره تكويناً أو تشريعاً، أماذا من شؤون الربوبية، كل هذه مردودة أو مأولة، ومما يروى عن الصادق عليه السلام: «ما جاءكم منا مما يجوز أن يكون في المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه فلا تجحدو وردّوه إلينا وما جاءكم عنا مما لا يجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردوه إلينا»، فـ «ما يجوز وما لا يجوز» محوّل إلي نص من الكتاب أو السنة القطعية، إضافة إلي ما يراه العقل السليم من مختصات الربوبية غير الجائز تحولها إلي غير اللَّه، بإذن منه أو سواه، كذاته تعالي وصفاته وأفعاله، فإنه «باين عن خلقه وخلقه باين عنه» بينونة في هذه الثلاث كلها،

فالأمور ثلاثة، منها المختصة باللَّه لاتعدوه إلي سواه، ومنها العامة بين الخلق قدر مساعيهم، ومنها ما يمنحه اللَّه خاصة عباده كما يسعون، انتجاباً لهم في رسالة أو عصمة أما دونها، فمثل أنهم يعلمونه متى يموتون وأنه لا يقع ذلك إلَّاباختيارهم، قد يجوز في حقهم حيث المنفي «وما تدري نفس بأي ارض تموت، لا متى تموت» فمن كرامات اللَّه لهم أن يعرفهم متى يموتون، وهكذا يأوّل إقدامهم على شرب السم وما أشبه من بواعث قتلهم،

ومن الغلو في حقهم أن الإمامة فوق الرسالة والنبوة! فلأن الرسول صلى الله عليه وآله إمام كما هو رسول، لذلك لا يفضلون عليه صلى الله عليه وآله،

ذلك، لأن الإمامة - على أية حال - هي فرع الرسالة واستمرارية لها، فكيف تكون - إذاً - فوق الرسالة، وليس تفوق أئمتنا عليهم السلام على سائر الرسل عليهم السلام إلَّالما يحملون من العصمة القمة المحمدية صلى الله عليه وآله التي هي فوق العصم كلها، لذلك، لا تجد إماماً بعد نبي مفضلًا عليه، بل هو خليفة له وممثل عنه باستمرار دعوته، فلأن استمرار الدعوة المحمدية المعصومة هو فوق كافة الدعوات الرسالية، لذلك نعتقد فيهم أنهم أفضل من كافة المرسلين إلَّاالرسول الخاتم صلى الله عليه وآله الذي هم أشعة من نوره، لا فحسب، بل والصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام مفضَّلة على كافة المعصومين سوى المعصومين المحمديِّين عليهم السلام أجمعين،

ذلك، فالغلو مرفوض مرضوض في الدين كل الدين، اصولًا عقيدية أم فروعاً أحكامية أماهيه من الدين ككل، حيث الغلو تخلُّف عن شرعة الحق، فهو في حقل التقصير ضلال عامد، وفي حقل القصور ضلال خامد، يجب على الدعاة إلي اللَّه أن يوضحوا لهم الحق «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» - «إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً»)[131].

 

وقال الشيخ مرتضى مطهري: (واما رواية "حب علي بن ابي طالب حسنة لا تضر معها سيئة" فلا بد أن نبحث عن تفسيرها الحقيقي، وقد فسرها أحد العلماء الكبار ويقال انه الوحيد البهبهاني بشكل خاص يقول فيه أن معنى هذا الحديث أنك إذا كنت محباً حقيقياً للإمام علي (ع) فإن الذنوب لن تصيبك بأذى، أي إذا كنت صادقاً في حبك لعلي أنموذج الانسانية الكامل وكانت طاعتك وعبوديتك واخلاقك سائرة على منهجه بإخلاص دون رياء ولا نفاق فإن ذلك سيحول بينك وبين ارتكاب الجرائم والذنوب. مثل اللقاح الذي يكسب الإنسان مناعة تحميه من الأمراض الملقح ضدها. وحب القدوة من أمثال علي ذلك الذي يجشم العمل والتقوى والعفاف يجعل الإنسان محباً لسيرته ولطريقة عمله ويقتلع التفكير في الذنوب من عقله، ولكنه بشرط ان يكون صادقاً في حبه. والانسان الذي يعرف علياً ويعرف تقواه ويعرف كيف يذوب ويتحرق ويتاوه آخر الليل، ثم يعشق علياً فمن المستحيل أن يقوم بأعمال تهالف أوامره، ومن المتيقن أنه سوف يعمل بما امر وعمل به ذلك الإمام من تقوى وصلاح واستقامة. وكل حبيب لا بد أن يحترم رغبات محبوبه ويجل أوامره، والطاعة للمحبوب لازمة من لوازم الحب الصادق ولا تختص بعلي (ع) فحب الرسول العظيم (ص) أيضاً كذلك. إذن معنى الحديث "حب علي بن ابي طالب حسنة لا تضر معها سيئة" أن حب علي يمنع الذنوب من الإضرار بنا وذلك بأن يسدّ حبه الطريق أمام الذنوب، وليس معناه – كما تخيل بعض الجاهلين – ان حب علي شيء اذا ظفرت به فإنك مهما ترتكب من ذنوب فهي لن تضرك)[132].

 

وقال الشهيد الثاني: (قد ورد الخبر "ان حب علي عليه السلام حسنة لا تضر معها سيئة وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة". فالثاني يمكن توجيهه باستحالة حصول المسبب، أعني: الجنة ونعيمها بدون سببه، وهو المحبة التي هي الموالاة له ولاحد عشر من ولده، وذلك هو الايمان أو بعضه، وأما الأول فقد قيل: إن صاحب الكبيرة يعاقب ما لم يحصل له أحد أمور ثلاثة: إما توبة مخلصة، أو شفاعة، أو عفو الله تعالى، فكيف يتجه استقلال المحبة بدخول الجنة؟ الجواب: لا بد من تصحيح الخبر أولا، ومع ذلك فالقرآن ناطق بأنه "من يعمل مثقال ذرة شرا يره" و " من " عامة يشمل محب علي وغيره، فعلى تقدير صحة الخبر مفتقر إلى التأويل، وأقرب التأويلات حمله على المحبة الحقيقية الكاملة، وهي توجب عدم ملابسة شئ ء من الذنوب البتة، لان المحب الحقيقي يؤثر رضا المحبوب كيف كان، ولا شك أن رضا علي عليه السلام في ترك المحرمات والقيام بالواجبات، فمحبة على الحقيقة تؤثر لأجله ذلك، فلا يفعل موجب النار فيدخل الجنة، ومن خالف هوى محبوبه فمحبته معلولة)[133].

 

وبالمقابل نجد الوهابية الرافعين شعار السلفية لديهم فكر قريب من معنى هذا الحديث، وربما تسلل فكر المرجئة اليهم! يقول الشيخ محمد جواد مغنية: (قال الخوارج: إن مرتكب الكبيرة كافر يخلد في النار، وقال الأشاعرة والإمامية، بل هو مؤمن عاص، وقال المعتزلة هو في منزلة بين العاصي والكافر، وأحدث الوهابية قولا رابعا، وهو أن من قال: لا إله إلا الله لا يخلو أن يكون واحدا من اثنين، أما أن يقولها دون أن يشرك بالله شيئا، أي لا يزور قبرا، ولا يبنيه، ولا يصلي عنده لله، ولا ينذر له، ولا يمسه، ولا يتمسح به، ولا يطوف حوله، وأما أن يقولها، ويفعل شيئا من ذلك، والأول لا يسأل عن شئ، ولا يحاسب على شئ، وإن أتى بملئ الأرض ذنوبا،، جاء في فتح المجيد صفحة 54 "إن التوحيد الخالص الذي لا يشوبه شرك لا يبقى معه ذنب، لأنه يتضمن محبة الله وإجلاله وتعظيمه، وخوفه ورجاءه وحده ما يوجب غسل الذنوب، ولو كانت قراب الأرض، النجاسة عارضة، والدافع لها قوي"، وهذا شبيه بما نسب إلى البكداشية[134] من أن حب علي حسنة لا تضر معها سيئة،، والقرآن الكريم يكذبهما معا: "من يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره")[135]. فالوهابية يقولون أنَّ من يؤمن بالتوحيد الصحيح يدخل الجنة ومغفورة له ذنوبه، وهؤلاء يقولون من يحب أمير المؤمنين (عليه السلام) مغفورة له ذنوبه! فهو مبدأ واحد عند كليهما هو مبدأ الإرجاء وأن الإيمان هو مدار الثواب والعقاب لا الأعمال!!

 

الخاتمة:

إذن بالاعتماد على هذه المصادر المذكورة تغلغل هذا الحديث في التراث الشيعي الإمامي رغم انه ورد باسانيد ضعيفة ومرسلة بل وفي بعضها شخص يعلن انه وضع (70) حديثاً في فضائل الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومع ذلك يكون محل توثيق عندهم ويروون عنه في اهم المصادر الروائية لدى المخالفين! وكذلك في بعض تلك المصادر وأسانيدها انواصب يعلنون بغض أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ولا تستغرب كيف أنَّ ناصبياً يروي حديثاً في فضائل امير المؤمنين (صلوات الله عليه) فمن جهة هذا الحديث ليس من فضائله صلوات الله عليه، ولو كان من فضائله لرواه أهل البيت المعصومين الأطهار (عليهم السلام). ومن جهة اخرى فهذا الحديث وامثاله مما رواه النواصب والمخالفين هو مصداق لما روي عن الامام الرضا (صلوات الله عليه) قوله: (إن مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام: أحدها الغلوّ، وثانيها التقصير في أمرنا، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا. فإذا سمع الناس الغلوّ فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعداءنا بأسمائهم ثلبونا بأسماءنا، وقد قال الله عز وجل: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدواً بِغَيرِ عِلمٍ}. يا ابن أبي محمود، إذا أخذ الناس يميناً وشمالاً فالزم طريقتنا، فإنه من لزمنا لزمناه، ومن فارقنا فارقناه، إن أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة هذه نواة، ثم يدين بذلك ويبرء ممن خالفه، يا بن أبي محمود احفظ ما حدثتك به فقد جمعت لك خير الدنيا والآخرة)[136]



الهوامش:

[1] صراط النجاة في أجوبة الاستفتاءات لسماحة آية الله العظمى السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي (قدس سره) مع تعليقات وملحق لسماحة آية الله العظمى الميرزا الشيخ جواد التبريزي / مركز التوزيع المركز الثقافي أمين - قم المقدسة/ الطبعة الأولى، 1418هـ - 1997م - ج 3 - ص 417

[2] مشارق الشموس / المحقق الخوانساري / مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث / طبعة حجرية - ج2 ص(390 – 392).

[3] الكافي / الشيخ الكليني - ج2 ص(463 – 465).

[4] بحار الأنوار / العلامة المجلسي - ج8 ص(352 – 353).

[5] الخصائص الفاطمية - الشيخ محمد باقر الكجوري / ترجمة سيد علي جمال أشرف / انتشارات الشريف الرضي / مطبعة شريعت / الطبعة الأولى 1380هـ.ش - ج 2 - ص 436 و437.

[6] عيون أخبار الرضا (عليه السلام) / للشيخ الصدوق - ج١ص٢٧٢.

[7] مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج 2 - ص 157

[8] بشارة المصطفى - محمد بن علي الطبري / تحقيق جواد القيومي الإصفهاني / مؤسسة النشر الإسلامي لجماعة المدرسين بقم المشرفة / الطبعة الأولى، 1420هـ - ص 153

[9] بحار الأنوار / العلامة المجلسي - ج39 ص280.

[10] الموضوعات / ابن الجوزي / ضبط وتقديم وتحقيق عبد الرحمن محمد عثمان / المكتبة السلفية - المدينة المنورة / الطبعة الأولى، 1386هـ - 1966م - ج1 ص339.

[11] الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث / سبط ابن العجمي / تحقيق وتعليق صبحى السامرائي / مكتبة النهضة العربية في بيروت / الطبعة الأولى، 1407هـ - 1987م - ص 204 و205.

[12] الجرح والتعديل / الرازي - ج6 ص357 و 358.

[13] مشاهير علماء الأمصار / ابن حبان / تحقيق مرزوق علي إبراهيم / دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة / الطبعة الأولى،1411هـ - ص131.

[14] الكامل / عبد الله بن عدي / قراءة وتدقيق  يحيى مختار غزاوي / دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت / الطبعة الثالثة، محرم 1409 - 1988م - ج5 ص217 و 218.

[15] تقريب التهذيب / ابن حجر - ج1 ص763.

[16] تهذيب التهذيب / ابن حجر - ج8 ص166 و 167.

[17]  مستدركات علم رجال الحديث / الشيخ علي النمازي الشاهرودي / مطبعة شفق في طهران / الطبعة الأولى، 1412هـ - ج1 ص261.

[18] مستدركات علم رجال الحديث / الشيخ علي النمازي الشاهرودي – ج8 ص276.

[19] مستدركات علم رجال الحديث / الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج4 ص426.

[20] فهرست منتجب الدين / منتجب الدين بن بابويه / تحقيق سيد جلال الدين محدث أرموي / مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي / مطبعة مهر في قم المشرفة، 1366هـ.ش – ص112.

[21] الصحيفة السجادية الكاملة / الامام زين العابدين (صلوات الله عليه) / الناشر دفتر نشر الهادي / الطبعة الاولى، 1418هـ - ص2.

[22] بشارة المصطفى / محمد بن علي الطبري - ص 289

[23] فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرج على كتاب الشهاب / الحافظ شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي / قدم له وخرّج احاديثه فوّاز أحمد الزمرلي ومحمد المعتصم بالله البغدادي / دار الكتاب العربي في بيروت / الطبعة الأولى، 1407هـ، 1987م - ج2 ص227.

[24] قيل حياته (504 - بعد 585)هـ.

[25] (ما) أ.  {عن هامش المصدر}

[26] رواه ابن شيرويه الديلمى في فردوس الاخبار (مخطوط) عنه كشف الغمة: ١ / ٩٣ وص ١٣٧، وارشاد القلوب: ٢٣٤، والبحار: ٣٩ / ٣٠٤ ضمن ح ١١٨ والخوارزمي في المناقب: ٣٤ بالاسناد إلى أنس، عنه مصباح الانوار: ١٢٧ (مخطوط)، ومناهج الفاضلين: ٣٧٧ (مخطوط) وينابيع المودة: ٩١.

وأورده الصفورى في المحاسن المجتمعة: ١٦٠ (مخطوط) وفى نزهة المجالس: ٢ / ٢٠٧ وفيه: (معصية) بدل (سيئة).

ومحمد صالح الترمذي في المناقب المرتضوية: ٩٢، والمناوى في كنوز الحقائق (ذكر الفقرة الاولى من الحديث في ص ٦٧ والفقرة الثانية في ص ٥٧).

والبدخشى في مفتاح النجا: ٦١ (مخطوط)، والسيد على بن شهاب الدين الحسينى الشافعي في مودة القربى: ٦٤، والامر تسرى في أرجح المطالب: ٥١٢ وص ٥١٩ جميعا بالاسانيد عن معاذ.

وأخرجه القندوزى في ينابيع المودة: ١٨٠ نقلا من الكنوز وفى ص ٢٣٩، وص ٢٥٢ عن الفردوس.

والعيني الحيدر ابادى في مناقب على: ٣٣ من طريق الديلمى عن معاذ، والخطيب عن أنس، وابن حسنويه في درر بحر المناقب: ٧ (مخطوط) عن ابن عباس.

أخرجه عن بعض المصادر أعلاه في احقاق الحق: 7 / 257 وج 17 / 233.  {عن هامش المصدر}

[27] الاربعون حديثا عن أربعين شيخا من أربعين صحابيا في فضائل الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام / الشيخ الاقدم منتجب الدين علي بن عبيد الله بن بابويه الرازي من أعلام القرن السادس / تحقيق و نشر مدرسة الامام المهدي (عليه السلام) - قم المقدسة - ص٤٤.

[28] عن هامش المصدر.

[29] سير اعلام النبلاء - ج17 ص303.

[30] الأربعون حديثاً / ابن بابويه الرازي – هامش ص44.

[31] أعيان الشيعة / السيد محسن الأمين العاملي – ج2 ص624.

[32] أعيان الشيعة / السيد محسن الأمين العاملي – ج2 ص624.

[33] المتوفى سنة ٣١٨هـ   {عن هامش طبعة كتاب الأربعين}

[34] الجرح والتعديل / الرازي - ج8 ص294.

[35] الثقات / ابن حبان / مجلس دائرة المعارف العثمانية، بحيدر آباد الدكن الهند / مؤسسة الكتب الثقافية / الطبعة الاولى، 1393هـ - ج 9 - ص 204

[36] سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج 11 - ص 403 - 405

[37] الإصابة / ابن حجر / تحقيق الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض / دار الكتب العلمية، بيروت / الطبعة الأولى، 1415هـ - ج 6 - ص 41.

[38] معجم البلدان / الحموي / دار إحياء التراث العربي - بيروت / 1399 - 1979 م - ج2 ص44.

[39] معرفة الثقات / العجلي / مكتبة الدار - المدينة المنورة / الطبعة الأولى، 1405هـ - ج 1 - ص 250

[40] أبوه هو احمد بن حنبل إمام الحنابلة.

[41] أبوه هو احمد بن حنبل إمام الحنابلة.

[42] ضعفاء العقيلي / العقيلي / تحقيق الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي / دار الكتب العلمية - بيروت / الطبعة الثانية، 1418هـ - ج 1 ص162 و 163.

[43] الجرح والتعديل / الرازي - ج2 ص(434 – 436).

[44] كتاب المجروحين / ابن حبان / تحقيق محمود إبراهيم زايد / توزيع دار الباز للنشر والتوزيع - عباس أحمد الباز - مكة المكرمة - ج1 ص200 و201.

[45] التبيين لأسماء المدلسين / سبط ابن العجمي / تحقيق الأستاذ يحيى شفيق / دار الكتب العلمية، بيروت / الطبعة الأولى، 1406هـ - ص 16

[46] تقريب التهذيب / ابن حجر - ج1 ص134.

[47] طبقات المدلسين / ابن حجر / تحقيق عاصم بن عبد الله القريوني / جمعية عمال المطابع التعاونية - الأردن – عمان / مكتبة المنار / الطبعة الأولى - ص 49

[48] بحر الدم (في من مدحه أحمد أو ذمه) / يوسف بن المبرد / تحقيق وتعليق الدكتورة روحية عبد الرحمن السويفي / دار الكتب العلمية - بيروت / الطبعة الأولى، 1413هـ - 1992م - ص30.

[49] سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج 7 - ص 120

[50] القرن: المثل في الشجاعة.  {عن هامش المصدر}

[51] الظئر: المرضعة.  {عن هامش المصدر}

[52] أي تحيروا ودهشوا.  {عن هامش المصدر}

[53] الفواق: الوقت بين الحلبتين.  {عن هامش المصدر}

[54] الامالي / الشيخ الطوسي / قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة / دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع – قم المشرّفة / الطبعة الأولى، 1414هـ – ص3.

[55] معرفة الثقات / العجلي - ج1 ص262.

[56] ضعفاء العقيلي - العقيلي - ج 1 - ص 178 - 180

[57] الجرح والتعديل / الرازي - ج1 ص73.

[58] الجرح والتعديل / الرازي - ج2 ص469.

[59] سير أعلام النبلاء / الذهبي - ج6 ص344.

[60] سير اعلام النبلاء / الذهبي / اشراف وتحريج شعيب الارناؤوط / تحقيق حسين الاسد / مؤسسة الرسالة في بيروت / الطبعة التاسعة، 1413هـ، 1993م - ج6 ص257.

[61] ضعفاء العقيلي - العقيلي - ج 1 - ص 178 - 180

[62] سير أعلام النبلاء / الذهبي - ج4 ص536 و537.

[63] طبقات المدلسين / ابن حجر - ص31.

[64] المناقب / الموفق بن أحمد البكري المكي الحنفي الخوارزمي / تحقيق فضيلة الشيخ مالك المحمودي / مؤسسة سيد الشهداء (ع)، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة / الطبعة الثانية، 1411هـ - ص75 و76.

[65] التاريخ الكبير / البخاري / المكتبة الإسلامية - ديار بكر - تركيا - ج6 ص325.

[66] الجرح والتعديل / الرازي / مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن – الهند / دار إحياء التراث العربي – بيروت / الطبعة الاولى، 1372هـ – 1952م - ج6 ص228.

[67] ميزان الاعتدال / الذهبي / تحقيق علي محمد البجاوي / دار المعرفة للطباعة والنشر - بيروت - ج3 ص255.

[68] تعجيل المنفعة / ابن حجر / دار الكتاب العربي - بيروت - ص 309

[69] مجمع الزوائد / الهيثمي / دار الكتب العلمية - بيروت / طبع بإذن خاص من ورثة حسام الدين القدسي مؤسس مكتبة القدسي بالقاهرة، 1408هـ، 1988م - ج 1 - ص 62

[70] تقريب التهذيب / ابن حجر / دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا / دار الكتب العلمية - بيروت – لبنان / طبعة مقابلة على نسخة بخط المؤلف وعلى تهذيب التهذيب وتهذيب الكمال / الطبعة الثانية، 1415هـ - 1995 م - ج1 ص272.

[71] تهذيب التهذيب / ابن حجر / دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت / الطبعة الاولى، 1404هـ، 1984م - ج3 ص(133 – 134).

[72] الفضائل / شاذان بن جبرئيل القمي / منشورات المطبعة الحيدرية ومكتبتها في النجف الأشرف، 1381هـ، 1962م - ص 96

[73]  - الروضة في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام / الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي / تحقيق الشيخ علي الشكرجي / الطبعة الأولى، 1423هـ - ص28.

[74] نقدنا هذا الحديث في هذا الكتاب آنفاً.

[75] نقدنا سند هذا الحديث آنفاً.

[76] ذكر هذا الحديث بدون سند!

[77] نقدنا سند هذا الحديث في الفقرة القادمة.

[78] أيضاً ذكره بدون سند!

[79] نقدنا سند هذا الحديث في الفقرة القادمة.

[80] أيضاً مذكور بلا سند!

[81] أيضاً مذكور بلا سند!

[82] أيضاً مذكور بلا سند!

[83] أيضاً مذكور بلا سند!

[84] أيضاً مذكور بلا سند!

[85] أيضاً مذكور بلا سند!

[86] شرح إحقاق الحق / السيد المرعشي مع تعليقه / منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم المقدسة - ج7 ص(257 – 266).

[87] مكرر في جزء سابق، وناقشنا هذا الحديث قبل قليل وبيّنا انه مذكور بلا سند.

[88] مذكور بلا سند!

[89] مذكور بلا سند!

[90] مذكور بلا سند!

[91] مذكور بلا سند!

[92] شرح إحقاق الحق / السيد المرعشي مع تعليقه / منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم المقدسة ، 1404هـ - ج17 ص(233 – 235).

[93] ينقلها عن كتاب المناقب للموفق الخوارزمي وقد نقدنا الرواية في السطور السابقة.

[94] مذكور بلا سند!

[95] لم يتيسر لنا معرفة مؤلف هذا الكتاب!

[96] نقدنا الرواية المذكورة في الفردوس للديلمي في السطور السابقة.

[97] مذكور بلا سند!

[98] ذكره الذهبي في تاريخ الاسلام ولم يبين فيه جرحاً ولا تعديلاً! فهو مجهول الحال.

راجع: تاريخ الاسلام / الذهبي / تحقيق د. عمر عبد السلام تدمري / دار الكتاب العربي في بيروت / الطبعة الأولى، 1407هـ، 1987م - ج40 ص325.

[99] لم يذكر مصدر الرواية، وهي لا ترتقي الى مستوى الروايات المرسلة!

[100] شرح إحقاق الحق / السيد المرعشي / إهتمام السيد محمود المرعشي / منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم المقدسة / مطبعة الخيام في قم المشرفة / الطبعة الأولى، 1409هـ - ج21 ص331 و332.

[101] مذكور بلا سند!

[102] شرح إحقاق الحق / السيد المرعشي / إهتمام السيد محمود المرعشي / منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم المقدسة / مطبعة حافظ في قم المشرفة / الطبعة الأولى، 1417هـ - ج30 ص(310 – 315).

[103] مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة" للعلامة الصفوري / اختصار الشيخ محمد خير المقداد / راجعه وقدم له وعلّق عليه محمود الارناؤوط / دار ابن كثير / الطبعة الأولى، 1406هـ، 1986م - ص161.

[104] تاريخ بغداد / الخطيب البغدادي / تحقيق مصطفى عبد القادر عطا / دار الكتب العلمية في بيروت / الطبعة الأولى، 1417هـ، 1997م - ج4 ص417.

[105] تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٢ - الصفحة ٢٤٣

[106] رجال الطوسي/ الشيخ الطوسي / تحقيق الشيخ جواد القيومي الاصفهاني / مؤسسة النشر الاسلامي / الطبعة الاولى، 1415هـ - ص75.

[107] خلاصة الاقوال / العلامة الحلي / تحقيق الشيخ جواد القيومي / مؤسسة النشر الاسلامي / الطبعة الاولى، 1417هـ - ص380.

[108] الكامل في ضعفاء الرجال / عبد الله بن عدي الجرجاني / تحقيق يحيى مختار غزاوي / دار الفكر للطباعة والنشر في بيروت / الطبعة الثالثة، 1409هـ، 1988م – ج1 ص256.

[109] الجرح والتعديل / الرازي – ج2 ص250.

[110] ميزان الاعتدال / الذهبي - ج 4 ص41 و42.

[111] الكشف الحثيث - سبط ابن العجمي - ص 249

[112] لسان الميزان / ابن حجر العسقلاني / مؤسسة الاعلمي للمطبوعات في بيروت / الطبعة الثانية،1390هـ، 1971م – ج1 ص185.

[113] الموضوعات / ابن الجوزي / تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان / المكتبة السلفية في المدينة المنورة / الطبعة الاولى، 1386هـ، 1966م - ج1 ص370.

[114] لسان الميزان / ابن حجر العسقلاني – ج1 ص185.

[115] الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية / صدرالدين الشيرازي المعروف بملا صدرا - مع تعليقات السبزواري / مؤسسة التاريخ العربي – بيروت / الطبعة الاولى، 1417هـ - ج1 ص294.

[116] الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية / صدرالدين الشيرازي المعروف بملا صدرا - مع تعليقات السبزواري / مؤسسة التاريخ العربي – بيروت / الطبعة الاولى، 1417هـ - ج2 ص٧٥٢ و753.

[117] الحقائق في محاسن الأخلاق، الفيض الكاشاني / تحقيق محسن عقيلي / دار الكتاب الاسلامى – قم المشرفة / الطبعة الثانية، 1423هـ - ص ٤٤٦

[118] التجلي الأعظم - سيد فاخر موسوي - ص 15 - 16

[119] الحاشية على إلهيات الشرح الجديد للتجريد / المحقق الأردبيلي / الناشر دفتر تبليغات اسلامى – قم المقدسة / الطبعة الثانية، 1419هـ - ص٣١٤ و315.

[120] مجمع البحرين / الشيخ الطريحي - ج1 ص442 و 443.

[121] مجمع البحرين / الشيخ فخر الدين الطريحي المتوفى سنة 1085هـ / تحقيق: السيد احمد الحسيني / الناشر مكتب نشر الثقافة الاسلامية / الطبعة الثانية، 1408 ه‍. ق 1367 ه‍. ش - ج ٣ - الصفحة ١٩٨

[122] كيف يحكم عليه بانّه زور بيّن بعدما علمت عنه ما بيّناه؟!!

[123] يرى القارىء النبيه أنَّ هذا الحديث لا يؤيد حديث (حب علي حسنة لا تضر معها سيئة) إلخ. فبلا شك حبهم (عليهم السلام) حسنة وبغضهم (صلوات الله عليهم) سيئة، ولكن لا وجود في هذا الحديث عن محو هذه الحسنة لجميع السيئات!

[124] موقع السيد علي الميلاني، عبر الرابط:

http://www.al-milani.com/library/lib-pg.php?booid=28&mid=386&pgid=4726

[125] الكافي / الشيخ الكليني - ج1 ص391.

[126] تفسير مجمع البيان / الشيخ الطبرسي / تحقيق وتعليق لجنة من العلماء والمحققين الأخصائيين / تقديم: السيد محسن الأمين العاملي / مؤسسة الأعلمي للمطبوعات / الطبعة الأولى، 1415هـ - 1995م - ج 9 - ص 49 - 50

[127] الأربعون حديثاً / الشيخ سليمان الماحوزي البحراني / تحقيق السيد مهدي الرجائي / مطبعة أمير /  الطبعة الأولى، 1417ه‍ - ص ١٠٥

[128] أوائل المقالات - الشيخ المفيد - ص 335 - 336

[129] الأجوبة الهادية إلي سواء السبيل، عبد الله الحسيني / مشعر - تهران – ايران / سنة 1429هـ - ص٢٤٦.

[130] الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية، الميرزا جواد التبريزي / الناشر دار الصديقة الشهيدة عليها السلام / الطبعة الاولى، 1422هـ - ص١٣١.

[131] التفسير الموضوعي للقرآن الكريم / الشيخ محمد الصادقي الطهراني – ج2 ص(٦٤-67).

[132] العدل الإلهي / الشيخ مرتضى المطهري / ترجمة محمد عبد المنعم الخاقاني / 1403هظت، 1983م - ص383 و384.

[133] حقائق الإيمان / الشهيد الثاني / تحقيق السيد مهدي الرجائي / إشراف السيد محمود المرعشي / مطبعة سيد الشهداء (ع) / مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامة - قم المقدسة / الطبعة الأولى، 1409هـ - ص227 و228.

[134] طائفة صوفية.

[135] هذي هي الوهابية - محمد جواد مغنية - ص 110

[136] عيون أخبار الرضا (عليه السلام) / للشيخ الصدوق - ج١ص٢٧٢.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لوازم الغلو في التفسير بالرأي لقوله تعالى: ((فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ))